إن من أجلّ النعم الربانية أن يتعلم الإنسان ما لا يعلم، وأن يفهم ما يجهل، بل ويجد من يمهد له طريق العلم ويحطم كل عقبة تعيقه، وتتسبب في عدوله عن هذا الطريق، لكن يؤسفنا أن نقول إن هناك من لم يستسغ هذا الوضع، ولا ندري إن كان هذا التعبير صحيحاً، حيث اتضح ذلك من التعاميم الأخيرة الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، ولقد ساءنا نحن الطالبات أن يضيَّق علينا إلى هذا الحد في تعميم السلوك والمواظبة، ونحن لا نعترض على كل البنود الملحقة به لأنها من مصلحتنا، ولا ننكر أنه بمجرد تطبيقه (تعميم السلوك والمواظبة) انخفضت نسبة الغياب والتأخير، وهو أيضاً يرفع المعدل خصوصاً لنا نحن طالبات الصف الثالث ثانوي، لكننا نريد أن نسأل وزارة التربية والتعليم، ما الحكمة في أن تُحاسب على غيابها في الأسبوع الذي يسبق الاختبارات؟! إن كان هذا حرصاً من الوزارة على مصلحة الطالبة، حيث تراجع ما سبق من الدروس، فنود أن نوضح لكم أننا غالباً ما ننتهي من المناهج ومراجعتها وحل التطبيقات عليها في الأسبوع السابق لهذا الأسبوع الأخير، وبذلك فإن حضورنا لهذا الأسبوع لا فائدة منه، بل ضياع للوقت، ولا يخفى عليكم أن تغيُّب الطالبة في هذا الأسبوع يعطيها مجالاً أكبر لتنظيم الوقت وأخذ القسط الكافي من الراحة التي تساعد على الاستذكار الجيد للدروس، حيث إن الوقت الضائع بلا فائدة في المدرسة، يمكن أن يكون وقت استذكار ممتازاً إذا كنا في منازلنا حيث الهدوء، ولا يمكن المقارنة بين المذاكرة في البيت والمذاكرة في المدرسة.
سؤال آخر ورد على أذهاننا.. وزارة التربية والتعليم طبقت تعميم المواظبة والسلوك من بداية الفصل الدراسي الثاني بعد أن علم الجميع بذلك، لكن ما معنى أن يُطبق هذا التعميم الآن على الفصل الدراسي الأول حيث لا علم لأحد بذلك، ولم يصل أي تعميم يفيد بأنه يطبق في الفصل الدراسي الأول؟!
كان الأجدر بالوزارة ألا تضيِّع درجات الطالبات هدراً بهذه القرارات المفاجئة، وأن تكون أكثر مرونة وحرصاً على راحة الطالب والطالبة، لكي لا ينتج عن هذه التعاميم جيل بائس محطم همه التخلص من هذا المكان الذي يسمى مدرسة، والأفضل من هذا كله أن تتعاون مع الطلاب- ذكوراً وإناثاً- وتهيىء لهم المكان المناسب والكتاب الخالي من الأخطاء والتعقيد، وأيضاً تفرض عليهم القوانين الملائمة التي لا تضيِّق عليهم، وتعيق مسيرة اجتهادهم وتحصيلهم، وهذا سيجعلنا نسعى بإقدام ليكون الوطن في مصاف الدول العلمية العظمى، أيضاً سيجعل الواحد منا يستطيع أن يقول بصدق وامتنان: شكراً وزارة التربية والتعليم.
|