* الطائف - عليان آل سعدان:
أدان المشاركون في الملتقى السنوي الأول للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الذي عقد في محافظة الطائف تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وبحضور فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة وفضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومعالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز المعمر ورؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، أدانوا الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها المملكة ووصفوا هذه الاعمال الإجرامية بأنها تستهدف الإساءة للإسلام والمسلمين بالدرجة الأولى وأجمعوا على أن الشباب الذين يقومون بمثل هذه الأعمال الإرهابية في بلدهم مغرر بهم بفكر دخيل على أمتنا الإسلامية بصورة عامة وعلى هذا الوطن بصورة خاصة بفكر لا يتفق أبداً مع الإسلام وسماحته وعدله ووسطيته.
ودعا الملتقى أبناء هذا الوطن الأوفياء المخلصين إلى اليقظة والحذر من هذه الأفكار الهدامة التي تسيء للأمة الإسلامية بصورة عامة للمحافظة على هذا الدين الإسلامي الحنيف وعقيدته السمحة الذي لا يقر النهب أوالاحتلال أوالاعتداء على الغير أوالاحتلال أوالقهر أوالتعذيب أو سفك الدماء البريئة أوتشريد البشرية.
وقالوا إن الأعمال الإرهابية لا تقرب إلى الله وتبعد من يقومون بمثل هذه الأعمال الإجرامية بقتل الأبرياء وترويع الآمنين وسفك الدماء عن رحمة الله ورضاه وتضعهم أمام غضبه وسخطه في الدنيا والآخرة وقالوا إن الدين الإسلامي دين حب وعطف ورحمة لا يقتل الأبرياء ولا يسفك الدماء ولا يؤذي البشرية وفيه خير للأمة بصورة عامة في دنياها وآخرتها.
وهذا الإسلام الذي يعتمد على القرآن الكريم دستوراً له شرف الله به الأمة الإسلامية يحق الحق ويزهق الباطل فيه عزة للأمة الإسلامية وشرف عظيم لها وعلو لقدرها وما يقوم به الإرهابيون من أعمال إرهابية في هذا الوطن تأتي في إطار مخطط صهيوني كبير للإساءة لهذا الدين الإسلامي عن طريق فئة قليلة باعوا أنفسهم للشيطان وصور لهم بأنهم مصلحون وهم مخربون ولا يعملون خيراً للإسلام والمسلمين ويضربون عقيدتهم ودينهم بأيديهم التي تلطخت بدماء الأبرياء وترويع الآمنين ونشر الخوف والرعب في قلوب إخوانهم المسلمين بالقيام بمثل هذه الأعمال التفجيرية التي نبذها الإسلام بكل أشكالها وصورها البشعة وتبرأ المشاركون في هذا الملتقى من هذه الأعمال الإرهابية ضد المملكة وحثوا شباب الأمة إلى اتخاذ الحيطة والحذر مما يحدث ويجري من خطط يدعمها أعداء الإسلام للإساءة لهذا الدين الإسلامي الحنيف والعودة للصواب لمن غرر بهم من أبناء جلدتنا في هذا الوطن وإعلان التوبة النصوح والتراجع عن الفكر الهدام الذي استغله أعداء الأمة الإسلامية لغرسه في نفوس هؤلاء الشباب بالتكفير والزج بهم إلى القيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تحدث من حين لآخر في هذه البلاد الإسلامية منبع الرسالات ومهبط الوحي.
وكان الملتقى السنوي الأول للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم قد بدأ فعالياته مساء أمس الأول بالطائف لوضع آلية للعمل المنظم في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في عموم مناطق المملكة والخروج بتوصيات هامة في هذا المجال تساعد على تطوير وتنظيم العمل والدراسة في مدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة للجمعيات الخيرية في المملكة والتي يدرس فيها ما يزيد على 170 ألف طالب وطالبة علوم القرآن وتفسيره وتجويده لما شكله القرآن العظيم من نور وزاد وقوة وعظمة وعدل ومساواة لكل المسلمين الذين يحتمون به ويعتمدون عليه في دنياهم ودينهم.
وألقى فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة كلمة خلال عقد هذا الملتقى قال فيها إن القرآن الكريم هو عز للأمة وشرف لها وعلو شأنها وقدرها فمن تمسك به لن يضل أبداً، ومن هذا المنطلق كانت المملكة التي شرفها الله بنزول هذا القرآن الكريم ونبع للرسالات ونزول الوحي قد أولت هذا القرآن اهتماماً كبيراً في تدريسه وتعليمه لأبنائها وأنشئت هذه الجمعيات الخيرية منذ نحو 40 عاماً وتكاثرت وتوسعت وهاهي اليوم في ظل الأحداث الأخيرة والظروف العصيبة التي مرت بها الأمة الإسلامية ومن خلال هذا الملتقى الأول للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تتجه إلى وضع نظام يسير العمل في هذه الجمعيات بما يحقق لها النظام الجيد والمنهج الرزين لتأدية رسالة هذه الجمعيات على أكمل وجه لتنهض مثل هذه الجمعيات بدور أفضل ومنظم في تعليم القرآن الكريم دستور الأمة الإسلامية وهذا الملتقى جاء في ظل اهتمام ولاة الأمر حفظهم الله بموافقتهم على عقد هذا اللقاء لما يمثله من أهمية كبرى للوصول لتحقيق الأهداف الخيرة لهذه الجمعيات وتأدية رسالتها من خلال إقامة عمل منظم في جمع التبرعات وإنفاقها على الوجه الصحيح واختيار الأساتذة والمعلمين الموثوق بهم والعناية بالطلاب ومتابعتهم وتنوير أبصارهم لحفظ القرآن وتعليمه بما فيه من معان سمحة خالية من الغلو والتطرف والتعصب.
كما ألقى في هذا الملتقى فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كلمة بهذه المناسبة قال إن الهدف من هذا الملتقى هو تحقيق تكامل في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم للقضاء على التفاوت في الأداء والتنظيم ودقة العمل موضحاً أنه لم يقع في هذه الجمعيات أي أخطاء أو قصور أدت إلى عقد مثل هذا الملتقى وكل ما في الأمر وضع آلية عمل منظم وجيد يليق بمكانة وعظمة وسمعة هذه الجمعيات الخيرية التي اضطلعت بدور حيوي هام منذ إنشائها في المملكة لذلك جاء هذا الملتقى بهدف تبادل الخبرات وإقامة أسلوب التحاور والتفاهم بين كل الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والخروج بتوصيات هامة من هذا الملتقى تسهم إلى تحقيق الأهداف التي نتطلع لها جميعاً في هذه البلاد الإسلامية استمراراً لخدمة الإسلام والمسلمين هذه الخدمة التي لن يستطيع أحد أن يثنينا عنها مهما بلغ الحقد على الإسلام من قبل أعدائه الذين يتربصون له من حين لآخر وأشار فضيلته بأن الجودة في العمل الإداري مطلب هام في كل الجهات مهما كانت وهذه الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم هي الأولى من غيرها أن يكون عملها ورسالتها أكثر جودة من غيرها ومكانتها وعلوها يجب أن يرتقي فيها العمل إلى أكثر من ذلك.
كما شهد هذا الملتقى العديد من الكلمات التي جاءت لتأكد على أهمية دور هذه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وتطوير أعمالها خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها الأمة مع استمرار الهجمة الشرسة على هذا الدين الإسلام الحنيف ومحاولة الإساءة له من قبل أعداء الإسلام.
|