وتلك كانت انتفاضة الغيمة...
حين داهمتها الرِّيح، فانتثرت حتى استوى الماءُ ماءً ...
أيُّ بريق لرهجة السَّراب حين يكون في معيَّة الخيال ماءً...؟
لكن،
الخيال، يتوالد... حتى...
تغدو الأحلام بوابات لظلام الأبواب...
فتشرع للتَّمنِّي....
أمنيات عريضة كما سفن البحَّارة، وهم يتَّجهون صوب المجهول...
أدغال البحار، كأدغال الأفق...
كما السَّفينة الأمنية...،
كما الأمنية الغيمة...،
كلاهما في قبضة الرِّيح شراعان...!!
دونهما تتهاوى الشُّهب...
تتناثر البوصلات...
و...
ربَّما يتَّكئ الحرف لحظة انبهار على حافَّة السَّارية...
عيناه تنقِّبان في طي الموجة...
كي يتطاول الظِّلُّ أعمدة الفروع فيورق بريق الأسوار...
أخَّاذٌ ... أخَّاذٌ...
لكن،
الشَّجرة لم تعجف بعد، بعذق الثِّمار تتضوَّى...
و...
السَّراب كما ذلك الحلم في قلب البحَّار خطف من ثغر العصفور حبَّة الثَّمر... وطوتها له غيبية الطَّريق...
و... عبور ويأتي الكلام...
وهذيان الرِّيح بسارية الغيمة...
تتهاطل لها ديم الأفق...، تقف لها الأسوار...
تستقبلها الظِّلال...
والشَّجرة نصف هنا...
نصف هناك...
والرِّيح واقفة في الطَّابور...
تنتظر دورها كي تعبر في طي السَّراب...
- بوح السَّارية -
|