خلال استقباله العلماء والمفكرين المشاركين في اللقاء الوطني الثالث:
الدولة قادرة على ضرب المجرمين..ولكننا توخينا الصبر رحمة بالمغررين
هؤلاء الإرهابيون ومن وراءهم أعداء للإسلام نعرفهم والعالم كله يعرفهم

* جدة - واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في قصر سموه بجدة امس الأول العلماء والمفكرين المشاركين في اللقاء الوطني الثالث للحوار الفكري الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في المدينة المنورة خلال الفترة من الرابع والعشرين حتى السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر الحالي.
وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها.
ثم ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ورئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الثالث الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين كلمة أشار فيها إلى أنه كان لتوجيه سمو ولي العهد بعقد اللقاء الثالث عن حقوق المرأة وواجباتها في المدينة المنورة دلالة واضحة حيث تم قبل أربعة عشر قرنا على ثرى تلك الارض الطيبة انجاز أعظم مشروع عرفته البشرية لتحرير المرأة فصان حقوقها وحدد واجباتها وحفظ كرامتها وحقق بينها وبين الرجل مساواة التماثل في معنى الانسانية وفي كرامة الآدمية وفي الاهلية القانونية وفي المسؤولية والجزاء ثم حدد مساواة التكامل بينها وبين الرجل التي تتفق وتتناغم مع ما بينهما من فروق في تركيب الجسم وفي وظائفه وفي الناحية النفسية فكانت مساواة في الوظائف والمسئوليات الاجتماعية.
وأضاف الشيخ الحصين أن توجيه سمو ولي العهد بأن يتضمن الحوار دور التعليم في نشر وترسيخ هذا التصور الاسلامي الصحيح كان المعنى فيه واضحا حيث إن التعليم ولا شك له دور كبير في ترسيخ الصورة الصحيحة للمرأة وعلاقة الرجل بالمرأة كما وصفها الاسلام لحماية الانسان المسلم من الانحراف عن هذا التصور من جانب أو من جانب آخر.
****
ولفت فضيلته النظر إلى أن الاسلام يتعرض للتشويه وتغيير الحقائق والافتراءات ويركز الحرب على الاسلام من الناحية الاعلامية على قضية المرأة ومن بين قضايا المرأة تتركز الحرب على الحجاب وعلى الرغم من ذلك نرى أن أكثر من يعتنق الاسلام النساء.
وأوضح الشيخ صالح الحصين أن المشاركين في اللقاء الوطني للحوار الفكري الثالث مقتنعون بما أظهرته المرأة من سعة علم وسعة اطلاع وحكمة واتزان وقدرة على الموازنة بين الافكار المتعارضة ووعي بالوسطية واقتنعوا بأنه يجب أن يكون لها الدور الفاعل في مشروعنا النهضوي.
بعد ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز البيان الختامي وتوصيات اللقاء الوطني الثالث للحوار الوطني من معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين.
ثم ألقى فضيلة الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء كلمة قال فيها (ان فكرة الحوار مبادرة كريمة من سموكم وصدور الحوار من مركز باسم الملك عبدالعزيز رحمه الله اعتراف لما لهذا البطل من حرص على مصلحة بلاده وأهلها ومن ذلك متابعة مشاوراته مع علماء البلاد ووجهائها وهي انطلاق من منهج الخلفاء الراشدين وغيرهم من صالحى ملوك المسلمين وذلك للتعرف على آراء وأفكار وطموحات المواطنين وفكرة الحوار مجسدة لهذا الشعور).
وأشار فضيلته إلى أن المشاركين في هذا الملتقى خرجوا من الحوار بأهمية التركيز على حقوق المرأة في الاسلام ونبذ كل حق مدعى مما يتعارض مع مكانة المرأة في الاسلام.. وسيادة روح التفاهم والتعاون والاخاء والحرص على الحقيقة مع تقيد الجميع بهوية بلادنا وثوابتها تحت ظل ديننا الاسلامى الحنيف.
وأضاف الشيخ المنيع أن جميع المشاركين أدركوا المستوى الرفيع لاخواتهم المشاركات من انطلاقهن في بحوثهن ومداخلاتهن من معين الدين ونصوصه ومقتضياته ومصادرة اضافة إلى قدرتهن المتميزة على العمق في البحث وعلى التمكن من المداخلات بترتيب الفكر وقوة البيان.
بعد ذلك ألقى الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي كلمة رفع فيها باسم المشاركين في اللقاء الشكر والتقدير لسمو ولي العهد على فكرة اللقاء وعلى استقبال سموه لهم.
وأشار الدكتور الرحيلى إلى أن حقوق المرأة ليست شيئا نعطيها اياه منحة من عندنا أو شرعة من اختراعنا وانما هي شرع الهي والاسلام هو الدين الذي سبق إلى اقرار حقوق المرأة وتشريعها حتى جعل الله هذه الحقوق والواجبات نصوصا واضحة في آيات من كتابه تتلى في الصلاة وتقرأ في كتابه المحفوظ إلى يوم القيامة.
وقال الرحيلي (الحوار مطلب وطني ومظهر حضاري ولا ضرر في الحوار ولا ضرر في الاختلاف اذا التزمنا بمبادىء الحوار وقواعده وبآداب الخلاف وضوابطه).
وأوضح الدكتور عبدالله الرحيلي أن مما يوصل إلى الهدف في الحوار سلامة النية وحسن القصد ووحدة الهدف ونظافة العبارة وسلاستها وطهارة النفس ولطيف الاخلاق واستقامة المنطق والحجة وترجيح المصلحة العامة.
ثم ألقى الشيخ موسى عبد الهادى بو خمسين كلمة عد فيها قضية المرأة وحقوقها وواجباتها وعلاقة التعليم بذلك التي طرحت في اللقاء الوطني الثالث للحوار الفكري.. عدها انجازا آخر وخطوة متقدمة للاخذ بمملكتنا الحبيبة إلى عالم التحديث والعصرنة.
وقال الشيخ بو خمسين (اننا في الوقت الذي جلس المخلصون لكي يتحاوروا ويخططوا في أفضل طرق البناء يؤسفنا أن ينبري آخرون ممن أغواهم الشيطان لكى يهدموا اننا هنا نعلنها جلية واضحة بأننا معكم نشد على أيديكم ونسأل المولى القدير أن يسدد خطاكم.. وفي اللحظة ذاتها ندين كل أعمال الارهاب التي حاول المهووسون أن يدمروا بها سعادتنا).
وأكد بوخمسين أن أبناء هذه الارض المقدسة الطيبة يقفون صفا واحدا كأنهم البنيان المرصوص ذودا عن حياض الدين والوطن في تلاحم أخوي حميم في ظل رعايتكم الابوية وتحت قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
اثر ذلك ألقى الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الامنية كلمة أكد فيها أن قضية المواطنة والاعتزاز بالانتماء حقيق تجذيرهما في الوجدان موضحا أن الموطنة الحقة هي قيم مشاركة وعطاء وفيض من التفاني لخدمة المجتمع رجالا ونساء شيبا وشبابا للوقوف سدا منيعا أمام بعض النتوءات الهشة التي قد تفرزها أفكار دخيلة.
وأشار الدكتور الغامدي إلى أنه أضحى لزاما على عاتق المؤسسات الدينية والتربوية الاجتماعية والاعلامية الانبراء لترسيخ الثوابت والذب عن العقيدة والاوطان واعتماد رؤى مستقبلية حصيفة تمكن من التعامل مع الواقع بجدارة وشفافية.
وقال الدكتور عبدالعزيز الغامدي (ان مقامنا في بلادنا حصن منيع وقدرنا عزيز رفيع بناه الملك عبدالعزيز على أسس من التقوى فأنشأ مملكة ديدنها حفظ العهد وصون الوعد ولم الشمل وجمع الشتات والذب عن المقدسات بها نفاخر نفاخر بالامن والعدل والراعي والرعية نباهي بهذه الصورة المشرقة بالمحبة والتلاحم).
ثم ألقى الاستاذ حسين بن عبدالرحمن العذل كلمة أعرب فيها عن سروره بالمشاركة في اللقاء الذي كان فيه مجالات للخلاف وليس للاختلاف وهي رؤى لنفس الحقيقة حيث كان يغلف المشاركين في اللقاء حب الوطن وهم الوطن.
وتطرق العذل إلى دور المرأة في بناء هذه البلاد مستشهدا بعدد من الاسماء والمواقف اضافة إلى دور زوجات الملك عبدالعزيز رحمه الله في مؤازرته وحرصه رحمه الله على الاستماع إلى هموم الناس وهموم الاسر.
وأثنى العذل على المشاركات في اللقاء الوطني الثالث للحوار الفكري اللاتي كن مثال المرأة الاسلامية الملتزمة الواعية بقضاياها.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية إخواني أرحب بكم وفي الوقت نفسه أشكركم ومما يثلج صدري وصدر كل مواطن مخلص هذا الاجتماع لأنه ولله الحمد يجمع ولا يفرق وفي الوقت نفسه الاختلاف في الآراء هذا شيء طبيعي ولكن ولله الحمد هذه الوجوه الخيرة التي أشاهدها إن شاء الله ما منها إلا خير لدينها ووطنها وجمع شمل الإخوة الذين تمثلونهم كلهم وهم شعب المملكة العربية السعودية إخوانكم وأبناؤكم ونساؤكم ولله الحمد هذا الذي يثلج صدري وصدر كل مواطن وكذلك أشكر الإخوان كلهم وأشكر الشيخ صالح على سعة باله وعلى تواضعه وهذا شيء معروف عنه. إخواني بلادكم الآن مثل ما أنتم تعرفونها هذه الحوادث المشينة مع الأسف أنا أقولها كأخ لكم وكمواطن تغثنا لأنها من أبنائنا ولكن في الوقت نفسه أحب أن أؤكد لكم أن الدولة ولله الحمد مقتدرة على أكثر من ذلك ولكن رحمة بالمغررين من هؤلاء توخينا الصبر توخينا بعض الأمور التي لا يمكن أن أصرح بها وصبرنا والصبر مفتاح الفرج، الرب عز وجل قادر على أن يقول كن فيكون ولكن علمنا خلق السموات في ستة أيام يعلمنا الصبر صبرنا وسنصبر وسنصبر ولكن للصبر حدود.
إخواني.. أحب أن أقول لكم إنهم كانوا يتعذرون بالأجانب وغيرهم.. الآن أصبحت ليست مسألة أجانب.. والأجانب كلهم في الذمة.. ذمتكم كلكم.. ما هم في ذمة فهد ولا عبدالله ولا سلطان ولا مشعل ولا الثاني ولا الثالث، في ذمة الشعب السعودي كله.. والآن تطاولوا على رجال الأمن الذين هم أبناؤكم وهم إخوانكم.. وعملوا أعمالا مشينة... مشينة مع الأسف، إنني أقولها وقلبي يعتصر ألما لأنهم من أبناء المملكة العربية السعودية، التي - ولله الحمد - عقيدتها الإسلامية وأخلاقها الوطنية ووفاؤها لدينها ووطنها وأمتها الإسلامية والعربية.. ولكن ماذا نقول.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. في نفس الوقت أحب أشعركم بأن هؤلاء وراءهم أعداء الإسلام.. لا يأخذنا شك في أن الذين وراءهم حقيقة هم أعداء الإسلام وأنتم تعرفونهم كلكم.. والعالم يعرفونهم ولكن ثقوا بالله.. ثقوا بالله ثم شعبكم ثم الرجال الذين يصبرون ويسهرون الليل لخدمتكم من أمن وقوات مسلحة وغيرهم.. ولكن مما يثلج صدري أنني بينكم وشاهدتكم، شاهدت هذه الوجوه الطيبة ولله الحمد خففت عنا قليلا.. علماؤنا مع الشعب كلهم أدوا واجبهم.. ولكن أطلب منهم أكثر من ذلك.. أكثر من ذلك.. منهم ومنكم ومن كتّابنا وأدبائنا وعلمائنا وكل مسلم.. كل مسلم يقدر إسلامه.. لأن الإسلام فوق كل شيء ثم الوطن.. ما في الوطن لا مزح ولا أخذ ولا عطاء ولا مساومة.. ما فيه أخذ رأي فلان ولا أخذ رأي فلان.. لا.. حق الدين فوق كل شيء والوطن.. ولكن اخوانكم الآن ماسكين أعصابهم إلى حد ما، ولن يزيد.. الذي شاهدتم والذي عملوه ما يعمله أحد.. لكن ما نقول إلا { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} . ودولتكم ولله الحمد قوية بالله ثم بشعبها ثم بإرادتها.. ونحن الآن صابرون قليلا.. وسنصبر.. ولكن إلى حد ما.. ومن الآن فصاعدا إن شاء الله ستشاهدون أشياء تثلج صدوركم.. والمطلوب منكم كإخوة وكعلماء وأدباء ومثقفين أن تؤدوا واجبكم نحو دينكم ووطنكم ولا تسكتوا لأن السكوت في هذا الوقت جريمة.. جريمة في حقكم وفي حق دينكم ووطنكم لأن هذا ما ينسكت عنه.. والذي يسكت عليه ثقوا أنه مشاركهم أو يميل إليهم، ومن مال لهذه الفئة الشاذة المجرمة أعتقد انه مجرم.. ومع الأسف انني انفعلت قليلا ولكن اسمحوا لي؛ لأن هذا شيء ألم أب وأخ لكل فرد من الشعب السعودي.. وأتألم من ألم خادم الحرمين الشريفين الذي في كل ساعة يتصل بي بالتلفون ويسأل ماذا صار وماذا عملتم ودائما أطمئنه ولله الحمد.. والآن وصلت للشوارع قتل مسلم أو غير مسلم هذه كلها تشويش على اقتصاد هذا البلد.. بلدكم محسودة.. بلدكم مقصودة من الذين أنتم عارفينهم كلهم.. أعداؤكم وأعداء الإسلام وأعداء الإنسانية وأعداء الأخلاق.. ولكن المملكة العربية السعودية فيها رجال.. أثني فيها رجال.. أثلث فيها رجال يخدمون هذا الدين وهذا الوطن وإلى الآن ما بانوا ولكن الأيام المقبلة ستشاهدونهم.. وأرجو لكم التوفيق والنجاح واشكركم وأتمنى هذا التآلف وهذا التآخي بينكم، ولله الحمد أن يستمر دائما وأبدا إن شاء الله، وهذا ما أتمناه ويتمناه كل مخلص وشكرا لكم.
بعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو ولي العهد. حضر الاستقبال وحفل الغداء صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الأمير عبدالله بن محمد آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وعدد من المسؤولين.