* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:
عادت اجواء التفاؤل من جديد تدب بين احزاب المعارضة في مصر بعد استئناف الحوار الوطني بينها وبين الحزب الوطني الحاكم والذي كان قد توقف لمدة سبعة اشهر بعد انطلاقه بدعوة من الرئيس مبارك في نوفمبر الماضي وذلك في ظل احاديث متصاعدة حول التغيير المرتقب في صفوف الحكومة الحالية، وهو المطلب الذي سعت اليه المعارضة كثيرا.
وكان صفوت الشريف الامين العام للحزب الوطني وكمال الشاذلي وزير شؤون مجلسي الشعب والشورى قد التقيا رؤساء احزاب الوفد والتجمع والناصري كل على حدة للتشاور حول عدد من القضايا الداخلية وعلى رأسها قضايا الاصلاح، ويرى المراقبون ان توقيت الحوار الذي يتزامن مع الاحاديث المتصاعدة حول التغيير يشير الى ان الحكومة تسعى الى بناء جسور الثقة مع المعارضة حول قضايا الاصلاح الداخلي وان نتائج هذا الحوار سيكون لها اعتبار في عناصر ومحاور برنامج الاصلاح السياسي الذي تنتهجه الحكومة خاصة وان صفوت الشريف الامين العام للحزب الوطني كان قد اكد ان عملية الاصلاح ستأتي متوافقة مع مضمون الحوار مع الاحزاب السياسية مشيرا الى ان الحزب الوطني يرحب تماما بمشاركة الاحزاب في التحرك في الشارع السياسي وان الحوار مع الاحزاب لن يتوقف وسوف يستمر، وفيما تبدو قضية الاصلاح الداخلي هي المسيطرة على الحوار الوطني بين احزاب المعارضة والحزب الحاكم تواجه احزاب المعارضة مازقا سياسيا بعد فشلها في الاتفاق على اعداد ورقة موحدة للاصلاح السياسي لطرحها على الحكومة المصرية وسط المطالب المتزايدة بتحقيق اصلاح شامل بارادة داخلية ومن دون تدخلات خارجية.
وكانت احزاب المعارضة تسعى لاعداد ورقة موحدة للاصلاح في محاولة لتوحيد صفوف المعارضة والخروج بمطالب مشتركة للاصلاح السياسي الا ان الاحزاب فشلت في عقد اجتماع ثلاثي كان مقررا مطلع الشهر الجاري بين احزاب الوفد والتجمع والناصري، وقالت مصادر حزبية ان السبب في ذلك هو حالة الاحباط المتزايدة لدى هذه الاحزاب من تحقيق اي تقدم لدفع الحكومة نحو الاصلاح حيث ترى هذه الاحزاب ان طرح اي مطالب اصلاحية على الحكومة لن يكون ذا جدوى وانه من الافضل الانتظار لاستبيان الموقف لمعرفة ما اذا كان الحديث المتزايد عن التغيير المرتقب حقيقة ام لا.
ويقول المراقبون ان استئناف الحوار من جديد وسط الحديث المتزايد عن التغيير ربما يبث شيئا من التفاؤل لدى احزاب المعارضة بعد ان كانت فاقدة للامل في حدوث اي تقدم على صعيد الحوار مع الحزب الحاكم رغم المحاولات العديدة التي بذلها قادة الاحزاب لاستئناف الحوار، ويبدو ان هذه المحاولات قد بدأت تؤتي ثمارها مع عودة الحوار من جديد وربما دفع هذا الامر احزاب المعارضة الى اعادة التنسيق فيها بينها خلال الفترة المقبلة لتوحيد مواقفها في الحوار مع الحزب الحاكم خاصة فيما يتعلق بقضايا الاصلاح الداخلي.
|