* موسكو-سعيد طانيوس:
اعتبر خبير روسي ان واشنطن تخطئ كثيرا عندما تعتبر أفغانستان مشكلة محلولة وليس هناك حاجة لإيلائها المزيد من الاهتمام او تقديم العون الاقتصادي لها، وقال البروفيسور فيكتور كريمينيوك نائب رئيس معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية في تقرير صحافي اليوم: ان الولايات المتحدة التي يجب أن تصبح بالذات ممول أفغانستان الرئيسي، لا تعتزم كما يبدو توظيف أموال كبيرة في اقتصاد أفغانستان، لأنها لا تأمل بالحصول على المردود اللازم بسبب الوضع غير المستقر في هذه البلاد وبسبب افتقار الاراضي الافغانية الى المواد الاولية والنفط الذي يسيل لعاب الامريكيين له.
الا ان كريمينيوك اشار الى ان واشنطن مع ذلك لا تريد ترك الأمور الأفغانية بشكل عفوي وتفضل السيطرة على البلاد بواسطة الرئيس الحالي حميد كرضاي. غير أن النتيجة سيئة لأن كرضاي شخصية ممقوتة من قبل الكثير من الأفغان الذين يعتبرونه عميلا للأمريكيين ولا يعترفون بسلطة حكومته. فكرضاي الذي جاءت به واشنطن لم يتمكن خلال الفترة المنصرمة من إقامة حوار مع شيوخ قبائل أفغانستان الرئيسية علما بأنه لا يمكن التحدث عن السلام في البلاد بدون التوصل إلى وفاق معهم. ولهذا فإن أفغانستان التي لم يكن فيها أبدا سلطة مركزية قوية محرومة الآن بالمرة منها.
وسلطة كرزاي شكلية ولا يمتد نفوذها أبعد من كابول. بينما يرفع رؤوسهم في بقية أراضي البلاد أنصار أسامة بن لادن والملا عمر. واضاف الخبير الروسي: لا تعمل واشنطن أي شيء عمليا لمكافحة المخدرات المزروعة والمصدرة في هذه البلاد، ويبدو أنها ترى أن خطر المخدرات النابع من أفغانستان لا يشكل خطرا على أمريكا البعيدة، الا انها تتناسى ان تجارة المخدرات هذه تغذي ماليا كل القوى التي لا تريد استقرار الوضع في أفغانستان ومعافاة اقتصادها.
وذكر كريمينيوك ان مصادر الأمم المتحدة تفيد بأن إنتاج خامات الأفيون في أفغانستان ازداد لحد كبير في العام الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه وبلغ 360 طنا من الهيرويين. وتقدر أرباح منتجي وتجار المخدرات الأفغان بـ 2.3 مليار دولار بينما يزيد رواج تجارة المخدرات الأفغانية عن 30 مليار دولار في السنة. واكد ان روسيا على يقين من أهمية وضع استراتيجية دولية شاملة لمواجهة خطر المخدرات النابع من أفغانستان بما في ذلك اتخاذ إجراءات سواء في داخل البلاد أو على حدودها. ومن الواضح أنه لا يمكن حل المشكلة باتخاذ تدابير المنع فقط. ويجب إقناع سكان أفغانستان بالتخلي عن زرع النباتات التي تنتج منها المخدرات ودفعهم إلى تطوير فروع الزراعة الأخرى التي لا تقل فائدة بالنسبة لهم. وآنذاك فقط سيكون بالإمكان الانتصار في مكافحة خطر المخدرات التي ستساعد في حل القضية الأفغانية بشكل عام.
|