*دمشق - الجزيرة - عبد الكريم العفنان:
وصف فيصل يوسف، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية، قرار القيادة السياسية السورية بحظر عمل الأحزاب الكردية في سورية بأنه يتنافى مع الأجواء الإيجابية، التي نتجت عن حديث الرئيس السوري بشار الأسد وتركت ارتياحا عاما في الشرائح الكردية السورية. وقال يوسف في حديث هاتفي مع (الجزيرة): إن هذا القرار سبب إحباطا عاما للأكراد السوريين الذين يعتبرون انفسهم جزءاً من الشعب السوري، ويعملون وفق المبادئ الوطنية السورية، مبينا ان الأحزاب الكردية السورية أحزابا وطنية وهي جزء من التيار الوطني السوري.
وقال يوسف: إن القرار يسبب مشكلة مع المراجع الكردية السورية التي تساهم في العمل الوطني العام، وتعمل في إطار مشروع الإصلاح الذي طرحه الرئيس السوري. وأكد على ان هذه الأحزاب لها تاريخ وهي موجودة منذ عام 1957، وشاركت في العمل مع باقي التيارات في تطوير البلاد، وإلغاء نشاطها ربما يدفع نحو تداعيات ليست بالحسبان. موضحا أن هذه الأحزاب باتت معروفة، وكوادرها واضحة بالنسبة للحكومة ولباقي التيارات السورية، وان عودتها للعمل السري سيكون له سلبيات كثيرة.
وركز الأستاذ يوسف على أن كافة الأكراد يرحبون بقانون للأحزاب يعمل فيه الجميع بوضوح وضمن حقوق وواجبات قانونية، لكن مسألة الحظر على النشاطات السياسية للأحزاب الكردية لن يساعد في الحفاظ على الوحدة الوطنية الضرورية اليوم لمواجهة الضغوط على سورية. وقال يوسف إنهم ينتهزون الفرصة اليوم ليوجهوا للرئيس السوري رسالة حول إعادة النظر بهذا القرار، لأنه جاء معاكسا للارتياح العام الذي نتج عن تصريحات للأسد حول الأكراد السوريين.
يذكر أن كافة الأحزاب السورية خارج نطاق الجبهة الوطنية التقدمية محظورة بما فيها الأحزاب الكردية، لكن هذا الحظر لم يمنع الكثير من الأحزاب بالقيام بنشاطات ونشر بيانات، وذلك بعد الانفراج السياسي العام في سورية منذ عام 1999. وكانت الانتخابات لمجلس الشعب لعام 2001 حملت عددا كبيرا من القيادات الكردية السورية إلى مجلس الشعب. ولكن في الدورات اللاحقة لم ينجح احد منهم في الوصول إلى مجلس الشعب.
|