لا مجال للصمت فبعد أن ظهرت الثعابين من جحورها, وفضحت الأعمال القذرة أصحابها، لم يُعد ممكناً السكوت.. وإلاّ أصبح الصمت جريمة بحق الوطن.. وتشجيعاً للمتاجرين للنَّيْل من الوطن، الذي من حقه على أبنائه أن يهبُّوا جميعا للدفاع عنه في وجه السَّاعين في الظلام لتقويض استقراره، حقداً وحسداً، لأنهم يرون أبناء الشعب السعودي يرفلون بالخير والرفاهية في حين تحاصر الأزمات والمشاكل دولهم، وبدلاً من أن يتلمّسوا أسباب الخلل ويصلحوا حالهم ينشغلون بترتيب المؤامرات والدسائس وصرف أموال شعوبهم ودفعِها لتجنيد الإرهابيين والمارقين لقتل الأبرياء وتقويض أمن واستقرار البلدان المطمئنة والآمنة.
وإنْ صمَت الرسميون من العرب وغير العرب عن جرائم عقيد الإرهاب، فلا مجال الآن أمام الكتّاب والصحفيين وكل أصحاب الضمائر الحية، الصمت والسكوت عن جرائم القذافي بحق الشعب السعودي بأكمله، لأنّ استهدافه الرمز العربي الحي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يعتبر جريمة كبرى بحق كل السعوديين.. بل وكل العرب. وهذه الجريمة تأتي في سياق الجرائم العديدة والمتواصلة بحق كل العرب.. وإذا كانت جريمته بحق الفلسطينيين لا تزال ماثلة, ومختزنة في ذاكرة كل العرب.. حينما طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين وشرَّدهم على الحدود مع مصر، فإنّ كثيراً من الجرائم بحق العرب (صمتوا) عنها ولم يكشفوا تلك الجرائم، ومنها جرائمه بحق الشعب اليمني الذي لا يمكن أن ينسى ما قام به العقيد عندما قام في الثمانينيات من القرن الماضي بتمويل زرع أكثر من مليون لغم أرضي في المناطق اليمنية في وسط الجمهورية اليمنية حينما كانت هناك الحدود المصطنعة التي أقامها البريطانيون بين الجنوب والشمال لتكريس التشطير بين اليمن الواحد. ألغام القذافي المليون كم قتلت من اليمنيين..
اليمنيون يندرون بأنّ العقيد القذافي (كفَّر) عن ذنبه بزرع الألغام لمنع توحُّد اليمن, فتبرع ببناء مدينة سكنية لقادة الحزب الاشتراكي الذي كان حاكماً في جنوب اليمن، وأبرم عقداً مع مقاول يمني اسمه (الصبحي) الذي بنى المدينة قرب جامعة صنعاء، وفعلاً أنجز المقاول اليمني المدينة وأقام فيها (أصدقاء القذافي) من الانفصاليين الذي أرادوا تقويض وحدة اليمن.. ولكن عقيد الإرهاب لم يدفع للمقاول (الصبحي) مستحقاته وظلَّ الرجل يطالب بأمواله حتى قضى نحبه مقهوراً يشكو إلى ربه ظلم عقيد الإرهاب.
تلك هدايا القذافي.. ألغام تقتل أبناء الشعب الواحد وتمنعهم من تخطِّي (الحواجز) التي تقسم بلادهم.. وإذا أراد أن يكفِّر عن فعلته يسرق أموال الآخرين.
|