* بغداد - د. حميد عبد الله:
حدد البيت الشيعي العراقي 6 شروط أساسية للاعتراف بوطنية الحكومة العراقية الجديدة وبعكسه فان شيعة العراق يتعاملون مع تلك الحكومة على أساس أنها مسيرة وليست مخيرة. وحدد عدد من مراجع الشيعة ومن بينهم الشيخ بشير النجفي والسيد كاظم الحائري المقيم في إيران جملة خطوات يقتضي على الحكومة العراقية الجديدة ان تبدأ بتنفيذها تباعا لكي تثبت أنها حكومة وطنية وليست مسيرة.
ومن بين هذه الشروط استرجاع السيادة الوطنية العراقية كاملة غير منقوصة، والحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا والسهر على حماية حدوده وعدم التفريط بأية ذرة من ترابه، وان تجند الحكومة نفسها لخدمة شعب العراق وتوفير الأمن وفرص العيش الكريم للعراقيين، والدفاع عن الحريات العامة مع الالتزام بالحدود وإيجاد الفرص لمشاركة جميع العراقيين في العملية السياسية، والعمل الصادق والسريع لإجراء إحصاء سكاني شامل لقطع دابر الجدل الدائر حول النسب القومية والدينية والطائفية التي يتشكل منها النسيج الاجتماعي ل( الامة العراقية الواحدة)، وتهيئة الأجواء للانتخابات وتوفير الفرص لمشاركة جميع العراقيين فيها من اجل ان يسهم كل عراقي في صياغة مستقبل بلده من غير وصاية او تغييب.
وتأتي الشروط الشيعية بعد ان جاء تشكيل الحكومة العراقية الجديدة مخيبا لآمال الشارع الشيعي حيث تم استبعاد معظم التيارات الشيعية او تهميشها، فباستثناء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي مثله السيد عادل عبد المهدي وزير المالية فان التيارات الشيعية الأخرى لم تجد لها ممثلين في التشكيلة الوزارية كمنظمة العمل الإسلامي وحركة الوفاق الإسلامي وحزب الدعوة تنظيم العراق والحزب الإسلامي التركماني الأمر الذي يفسره المراقبون بانه إقصاء متعمد للإسلام الشيعي والاتجاه بالعراق صوب المنهج العلماني الذي يشكل الدكتور أياد علاوي عنوانا واضحا له.
غير ان الموقف الشيعي لم يكن موحدا ومتطابقا من الحكومة العراقية الجديدة فبينما باركها السيد السيستاني بشروط ندد بها السيد الخامنئي ورفض التيار الصدري الاعتراف بها او التعامل معها. وبرغم ان رئيس الوزراء العراقي الجديد أياد علاوي قد اختير على أساس المحاصصة الطائفية إلا ان الفصائل الشيعية ترى فيه رجل المخابرات الأمريكية في العراق فضلا عن كونه من الكوادر القيادية السابقة في حزب البعث مما يرجح فتح الباب على مصراعيه أمام البعثيين ليعودوا الى مواقعهم الوظيفية من حيث خرجوا وان بمفاصل وظيفية أدنى الأمر الذي يشعل ضوءا احمر لدى الفصائل الشيعية من المستقبل العراقي الذي يتطلعون إليه منذ قرون.
|