برزت أمام (أبو دحيم الطيب) معضلة يراها هو أنها هامة وقد تؤخر موعد سفره مع عائلته للاستجمام في بلد شرق آسيوي؛ ذلك أنه لا يستمرئ مآكل ومشارب تلك البلاد في كل الأحوال، فيعنّ له أحياناً أن يتذوق كبسة (أم دحيم)، الأمر الذي أجبره على الاستعداد بمستلزماتها من الارز والبهارات المعتبرة مع مكونات وأواني إعداد القهوة العربية، مع شيء من مكنوز تمر السكري، ولكن كيف يمكنه توفير لحم الجمل الصغير (حاشي) في تلك البلاد التي لا تشاهده إلا في حديقة الحيوان، وكذلك اللبن؟ فهما عنصران هامان لاكتمال وجبة السائح (أبو دحيم) هناك.. وإلا فإنه سيشعر وكأنه يلزم الصوم بعض أيام رحلته.
والاستجمام في نظري هو الخروج عن الروتين اليومي المألوف والتغيير، وهو ركيزة مثل هذه الرحلات التي تكتمل فيها المتعة بالتعرف على ثقافات وحضارات وتاريخ تلك الأمم التي تفد إليها.. وأجد أن الانفكاك، ولو لعدة أيام، عن صنف من الطعام والممارسات اليومية في حياتنا العامة سيكون مبرراً للشوق إليها وتأكيد سبب ميلنا وحبنا لها.
بقي أن أذكركم بأن رحلة العزيز (أبو دحيم) لا تزيد عن سبعة أيام.
|