Wednesday 16th June,200411584العددالاربعاء 28 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

25 رمضان 1391هـ الموافق 13-11-1971م العدد 368 25 رمضان 1391هـ الموافق 13-11-1971م العدد 368
قف..!!

ماهو أصل حدائق الأطفال؟!
يسمونها اليوم مدارس الحضانة أو حدائق الأطفال حسب البلدان.
وهي شائعة جدا في العصر الحاضر, إلا أنها كانت حتى مطلع القرن العشرين مقصورة على بعض الأوساط.
وبينت سيدة فرنسية مختصة بمسائل التربية, أصل هذه المؤسسة في كتاب كامل أفردته لتاريخ حدائق الأطفال فقالت ان النخبة الاجتماعية لاتزال تعتبر هذه المؤسسة (أضحوكة) لا فائدة منها لأن المطلوب هو تسلية الطفل بدلا من تنشئته على الأمور الجدية وتمرينه على المشقة العقلية والجهد الفكري.
أما (عالم الصالونات) فانه يرحب بها كل الترحيب لأنها تتيح له الانصراف الى اللقاءات الاجتماعية والمجاملات بينما ينصرف الطفل إلى اشغال مسلية كالرسم والغناء واللعب البريء.. الخ.
وأما السواد الأعظم من المجتمع فإنه يعتبر حدائق الأطفال مدرسة مفيدة للطفل لأنها خير تمهيد للمدرسة الحقيقية فيما بعد.
كما أنه مطمئن البال على صحة الأطفال إذ يسهر المربون والمربيات على صحتهم حسب الأساليب العلمية وبما ان المنازل ضيقة ولا يجد فيها الأطفال مجالا للعب, فإن حدائق الأطفال خير مرتع لهم, فهي مفيدة للذهن وللبدن في آن واحد.
وأضاف إلى كل ذلك ان الوالدين كليهما أصبحا يشتغلان خارج المنزل في معظم الأحيان.
ولكن من هو صاحب فكرة حدائق الأطفال؟
هو الألماني (فريدريك فرويل) الذي كان استاذا في أحد معاهد فرانكفورت بالمانيا في منتصف القرن التاسع عشر فانه ظل ردحا من الزمن يتساءل لماذا لا يهتم المجتمع بالأطفال إلا متى ما بلغوا السن المدرسية؟ فجمع ذات يوم طائفة من الأطفال الصغار في حديقة وأخذ يراقب حركاتهم وانفعالاتهم في كل المواقف وكان يجلس على مقعد في الحديقة مجنونا وليس هذا بنادر كلما جاء أحد بفكرة جديدة مخالفة لعادات العصر!
لكنه لم ينصرف عن عزمه بل نظم أول حديقة أطفال, حتى حذا الكثيرون حذوه فيما بعد, وشاعت حدائق الأطفال في كل البلدان.
ونظرية المؤسس تختصر بان عزلة الطفل مشحونة بالأخطار.
وبما ان الانسان (حيوان اجتماعي) فلابد من دمجه في المجتمع منذ المرحلة الأولى من انفتاحه على الحياة.
ولكن الفئة المعارضة لم تزل تدعى ان إرسال الطفل إلى حديقة الأطفال إنما هو دليل على عجز الأسرة عن بذل العناية اللازمة للطفل, فكان الأهل يتملصون من واجب ثقيل ويلقنه على عاتق (الغرباء) عن الأسرة فينشأ الطفل محروما من الحنان الضروري لنموه النفسي..
إلا ان صاحبة الكتاب المذكور وصفت هذا الموقف بأنه موقف اناس نظريين عازمين يجهلون مشاكل الأسرة وقضايا الأطفال ويكتفون بالتمضمض بنظريات لا طائل تحتها..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved