كتمت الناس أسراري وحاجي
وعشت فلا أوارب أو أداجي
سبيل الله والحسنى سبيلي
وحزني في العلا وابتهاجي
وما ألفت راحتاي سوى كتاب
ولا عشقت مقلتاي سوى الدياجي
غدوي للمنى ابدا وكدي
وليلي والظلام بلا انبلاج
وعشنا نزحم الدنيا صراعاً
ونفتح ما تأبى بالرتاج
وطى نفوسنا أمل عريض
نسير له على كل الفجاج
سفينتنا كم ارتطمت بصخر
وكم وقفت وظلت في لجاج
أتذكر يا صديقي كيف سارت
بنا الأيام حالكة الدياجي؟
وكم كنا نصاولها شبابا
ونمشي من أساها في عجاج
ولم تعرف أماسينا المقاهي
ولا دنيا الملاهي و(البلاج)
نطوف ما نطوف ثم نأوي
إلى كهف المعارف والسراج
إلى نبع من العرفان ثر
ومقصد طامح وملاذ راجي
فتحت قبابه عشنا طويلا
وكم بشيوخه كان ابتهاجي
ذكرت محمد بن سعيد فذا
حبيبا للجميع وللخفاجي
فدفتردار كان لنا صديقا
وكنت صفيه, وله أناجي
أخي وشقيق روحي والمفدى ال
نبيل ومن به كان امتزاجي
أتذكر شيخنا (حمروش) شيخ ال
أساتذة الكبار ذوي السياج
و(قاروما) و(نجارا) و(محيي)
ذوي الدرجات والهمم النواجي
و(جنجيهي) و(النجاتي) أو (شفيعا)
ومن أما ذكرت شجاك شاجي
وتذكر شيخنا (رمضان عبد ال
جواد) وما عرفت من الحجاج
و(سرحانا) و(عقدة) أو(رياضا)
ذكرت ذوي الزمانة والتناجي
ذكرتهم, ودمعي حائر, وال
فؤاد به أسى, والطرف ساجي
أخي وحياتنا مثل شرود
تولت بالنمير وبالاجاج
قطعناها تعلات, وأحلى
مذاقاً من أوز أو دجاج
وكان اللهو يجمعنا بساطا
ونحن مع الوقار ذوو هياج
ونسلك كل درب لا نباكي
ونعرف ليلنا طي انبلاج
أخي كان الشباب لنا رواءا
وعشناه نحاجي أو نهاجي
وما أحلى لياليه وأبهى
لبسنا من حلاها خير تاج
اناخ بكلكل, وأراح صدرا
وكان ظلامه في لون عاج
وودعنا الشباب وكان الفا
وخان عهودنا ومضى بداجي
وكنا في نضارته سحابا
على بيداء ظامئة الفجاج
تعلل نفسها بالماء عذباً
لتروي كل ناجية وناجي
وتمنح أهلها في الجدب خصباً
ويثمر جدبهم حلو النتاج
وكم كنا نطالع في (الأغاني)
وفي (الحيوان) والشيخ (النواجي)
ونقرأ (عنترا) و (أبا فراس)
و (مهيارا) و (ابراهيم ناجي)
أخي ونجي نفسي والمفدى
وكل رجاء راجية وراجي
قرأت بيانك العذب المصفى
بيان أخ, بخ, صافي المزاج
ذكرت به الشباب نضير عهد
مضى, فمضيت أدعو بابتهاج
اقول! سلمت ولتسلم طويلا
على الأيام يا ترب الخفاجي