بيتان رئيساً لوزراء فرنسا المحتلة

في مثل هذا اليوم من عام 1940م، تم اختيار المارشال هنري فيليب بيتان، بطل الحرب العالمية الأولى، لمنصب رئيس الوزراء في حكومة فيشي بفرنسا.
بعد استيلاء الألمان على مزيد من الأراضي الفرنسية، تسرب اليأس إلى قلوب الفرنسيين فيما يتعلق بإيجاد حل لهذه الأزمة. لكن رئيس الوزراء، بول رينو، تمسك بالأمل ورفض طلب الهدنة خاصة بعدما حصل على وعد صريح من إنجلترا بالمساعدة العسكرية. قوبل هذا القرار بالرفض من بعض اعضاء الحكومة الذين طالبوا بالسلام مع الألمان وعدم الدخول في حرب معهم.
اضطر رينو للاستقالة من منصبه أمام ضغوط الأعضاء. بعدها خلفه نائبه هنري بيتان الذي قام بتشكيل حكومة جديدة وطلب الهدنة من الألمان. كان طلب الهدنة من الالمان هو أصعب موقف تعرض له بيتان، فهو بطل اسطوري بالنسبة للفرنسيين لدوره الكبير في الحرب العالمية الأولى وفي طرد الألمان من مدينة فيردون الفرنسية، أما الآن فهو يستسلم لهتلر.
حاول بيتان الحصول لبلاده على أفضل عرض من الألمان، فعلى سبيل المثال عرض على الألمان فكرة اطلاق سراح الأسرى الفرنسيين في مقابل مساعدة الفرنسيين لهم. كما اظهر مهارة سياسية حينما رفض التعاون العسكري مع الألمان واستغنى عن نائبه بيير لافال لتأييده التعاون مع المحور.
حاول بيتان، سراً، اقناع الدكتاتور الاسباني فرانسيسكو فرانكو رفض مرور القوات الألمانية عبر أراضيه للوصول إلى شمال أفريقيا. لاحظ هتلر محاولات بيتان لإضعاف الوجود الألماني، لذلك أمر هتلر بعودة لافال إلى منصبه كنائب لرئيس الوزراء. اضطر بيتان للرضوخ لأوامر هتلر لكنه رفض الاستقالة بحجة خوفه من ان يسيطر الألمان على الحكم الفرنسي سيطرة مطلقة.
بعد تحرير فرنسا عام 1944 على يد الجنرال تشارل ديجول، هرب بيتان إلى ألمانيا لكن قبض عليه وأعيد لفرنسا لتقديمه للمحاكمة. حكم عليه بالإعدام إلا ان ديجول خفف الحكم للسجن مدى الحياة.
من المعروف ان ديجول وبيتان كانا زميلين في وحدة واحدة أثناء الحرب العالمية الأولى. وتوفي بيتان في السجن وهو في الـ 95 من عمره.