في مثل هذا اليوم من عام 1961م، وأثناء توقفه في باريس أعلن نجم فرقة كيروف لباليه الأوبرا السوفيتية، رودلف نوريوف، رفضه للعودة لبلاده، ومثلت الواقعة ضربة موجعة لمكانة الاتحاد السوفييتي وأثار اهتمام العالم. أصبح نوريوف نجماً للباليه في عام 1985 بعد أن بدأ عروضه الفردية لباليه اوبرا كيروف وهو في العشرين من عمره. كانت فرقتا البايله الروسيتان كيروف وبولشوي جوهرتي تاج الدبلوماسية الثقافية السوفييتية ونالت عروضهما إعجاب واحترام العالم كله.
في يونيو 1961، انتهت فرقة كيروف من جولة لها في باريس. وفي 16 يونيو، وبينما كانت الفرقة تستعد للعودة إلى ديارها، انفصل نوريوف عن المجموعة المسافرة واصر على البقاء في فرنسا. وقد ذكر بعض الشهود العيان أن باقي الاعضاء توسلوا إلى نوريوف للانضمام إليهم والعودة إلى الاتحاد السوفييتي، لكنه رفض وألقى بنفسه بين أيدي رجال الامن بالمطار وهو يصرخ (احموني) . كما طلب حق اللجوء السياسي لفرنسا. انهارت فرقة كيروف لخسارتها لنجمها بينما استشاط حراس الامن السوفييت لهروب نوريوف.
واضطرت المجموعة للعودة إلى وطنها بدون الراقص الشهير. شكل هروب نوريوف ضربة مزدوجة للاتحاد السوفييتي، أولا: لأنها قللت من قيمة فرقة كيروف التي كانت تعتمد على تقديم أعجوبتها الصغيرة في جميع عروضها حول العالم. وثانيا: لأنها حطمت تماما الدعاية السوفييتية التي روجت للحرية السياسية والفنية في روسيا. واصل نوريوف الرقص بعد هروبه. وخلال الـ30 عاما التالية، رقص مع الباليه الملكي الانجليزي ومسرح الباليه الامريكي. وازداد الطلب عليه كراقص وواضع للالحان الراقصة. كما أدى بعض الافلام. في عام 1983، أصبح مدير الباليه بأوبرا باريس. وفي عام 1989، عاد إلى الاتحاد السوفييتي لفترة وجيزة لتقديم بعض العروض. وفي عام 1993، توفي نوريوف في باريس.
|