بالفعل هي حلقة استثنائية ومواجهة حقيقية ظل المبدع بتال القوس يبحث عنها على مدار عامين قدم خلالها العديد من الحلقات في بعض منها اشفقنا على الضيف وتمنينا أن تدور عقارب الساعة بسرعة حتى لا يجهز بتال على ما تبقى من صورة جميلة.. ظننا أن وقع في فخ المواجهة.. لديه من الحس والفطنة ما يساعده في أن يفرض علينا المتابعة ويحفزنا للتركيز، فيما جاهد بتال في حلقات أخرى لتمضية وقت المواجهة وعانى من أخطاء الاختيار ووجد أمامه من يفسر الماء بعد الجهد بالماء.
* ولتأتي سهرة السبت لتقدم لنا نموذجاً لحوار لحضاري مثير وممتع برهن أن الجابر وحده القادر على إجبارنا على الإصغاء وأعاد للمواجهة بريقها وجماهيريتها.
* ليلة التقى فيها الذكاء وبسرعة البديهة بالدهاء والصراحة والشفافية احترم وقدر المحاور نجومية وعملقة الجابر وراعى فيها الذئب واستفاد من تجارة سابقة فأحسن قراءة واستشعار وتوقع ما تحمله أوراق المتمكن بتال.
* لم يراوغ الجابر كما هو بارع في تخطي وجندلة الخصوم ولم يصمد للتظليل والهروب والاستخفاف بالمتلقي وقدم للمواجهة بجرآة وثقة وشجاعة برغم حراجة المرحلة وسوء الوضعية الحالية وسلبية النتائج وما رافقها من أحداث وموافق تفنن هواة الاصطياد في الماء العكر وجاهدوا واجتهدوا وتقمصوا عباءة الغيورين والخائفين والمحبين للأزرق وسعوا لإلصاق التهم واستغلال الإخفاق واستثمار استراحة المحارب وهدوئه فرموا بتجاوزاتهم تجاهه.. مارسوا بتعمد جل أصناف الإساءة والتضليل وكل ما هو مضاد للوقائع والحقائق.
* والجميل أن بتال تجاهل أطروحاتهم وأغفل الاتكاء إلى ادعاءاتهم وأعد محتوى الحوار بانتقاء وروعة قد لا يجيدها إلا من هو في مثل فكر ووعي وثقافة وموهبة بتال مما أثمر عن تفاعل ايجابي وتجاوب مباشر وتوازن ما بين طرفي المواجهة الأحمل والأمتع.
|