اطلعت على الخبر الذي كتبه وهيب الوهيبي وذلك في يوم الأحد الموافق 18-4 في آخر صفحات جريدتنا الغراء تحت عنوان (طرح 7000 وظيفة للشباب صيفاً) حيث ذكر أنه سوف يتم طرح 7000 وظيفة للشباب في إجازة الصيف.. تمشياً مع قرار مجلس الوزراء القاضي بتوظيف الشباب في القطاع الخاص.
وفي الحقيقة أن هذا الأمر مفرح ومسعد إذا تم على ما يرام، أما إذا كان الحال كما هو في الأعوام السابقة حيث يتم التوجيه للشركات والمؤسسات الخاصة ثم يتم استقبالك وكأنك عالة عليهم..
وهذا ما حصل لي أنا خصوصاً حيث وجهني مكتب العمل إلى إحدى المؤسسات وحملت الخطاب بكل فرح فلما قابلت المسؤول في الشركة عبس وجهه أمامي وقال لي: ماذا تريد؟!.. أخذ الخطاب وقال دوامك من الساعة السادسة صباحاً إلى الثانية ظهراً ثم بعد صلاة العصر إلى أذان العشاء. أصبت بذهول شديد وتوقعت على أن الراتب لن يقل عن 2000 ريال، قلت له بكل براءة كم الراتب؟.. قال لي: الراتب 500 ريال، رجعت وأنا حزين، صفر اليدين وآثرت النوم على هذا العمل الشاق المكلف.
وفي إحدى السنوات تقدمت على مكتب العمل في بداية الإجازة وأخذت خطاباً لإحدى المؤسسات وذهبت إليهم ولم أجد أحداً يكلمني.. كل يقول ليس لي اختصاص اذهب إلى غيري.. فلما وفقت ووجدت المسؤول قال لي: تعال غداً إلى المستودع لكي تحمل حديداً.. والراتب أقل مما هو متوقع..
هل يعقل هذا؟!.. إنها والله شروط تعجيزية وشاقة لا يعقل هذا الأمر.. ولن يوافق على العمل أي أحد من الشباب فالنوم أرحم من هذه الأعمال.
ولا أعمم هذا الكلام على كل المؤسسات والشركات بل يوجد مؤسسات تستقبل الشباب وتكلفهم بأعمال معقولة لكن للأسف إنها قليلة ونادرة.
إني أرفع ندائي إلى المسؤولين..
وأرفع ندائي إلى وزير العمل غازي
وأرفع ندائي إلى أصحاب الشركات والمؤسسات وأقول لهم استقبلوا شبابكم استقبلوا أبناءكم..
إلى أين يذهبون؟.. احفظوهم من الفراغ الذي لا يأتي بخير الفراغ القاتل احفظوهم من الأفكار الهدامة السيئة..
أتمنى أن يكون التوظيف هذا العام أكثر دقة ويكون بمتابعة مستمرة بين مكتب العمل والشركات والوزارة..
وأقول لأصحاب الشركات والمؤسسات: افتحوا صدوركم لأبنائكم ودربوهم على الأعمال المعقولة التي تفيدهم.. واحتسبوا الأجر.. فقط إنهما شهران وينتهي العمل وتبدأ الدراسة.
محمد بن سليمان الراشد | 
"عزيزتـي الجزيرة"