الوطن: كلمة تعشقها الأذن، ويهفو إليها القلب، وترتاح لذكرها النفس..
الوطن: مكان أظلتنا سماؤه، وتفيأنا ظلاله، ونعمنا بخيراته..
الوطن: أرض تنفسنا الحياة فوق ترابها، وترعرعنا في أكنافها وعشقنا سهولها وجبالها..
يسكن حبه سويداء قلوبنا، ويسري في أوردتنا وشراييننا..
كم كان الألم فظيعا، وكم كان الحدث شنيعا، وأنت تشاهد الابن يطعن خاصرة أبيه، كيف تجرأ بعض أبناء هذا الوطن المعطاء، الذين كان يرتجي منهم البر والاحسان والاعتراف بالجميل، ان يتنكروا لوطنهم ويبادلوا الاحسان بالاساءة!!
انها أمور تدمي القلب، وتجرج الفؤاد.. أية خيانة فوق هذه، بل أي جرم!
انها مصيبة، وأية مصيبة.. ولكن الذي يخفف الألم، ويبرئ الجرح ان نرى تكاتف هذا الشعب النبيل بكافة شرائحه صفا واحدا خلف قيادته الرشيدة، جميعهم يدينون هذه الأعمال الجبانة ويستنكرونها، فلا مكان لمن يريد العبث بأمن هذا البلد الطاهر، قبلة المسلمين، ومهوى أفئدة الموحدين، ومحضن الحرمين الشريفين.
إن على رجال الأمن في هذا البلد الطيب مهمة عظيمة، وكلنا في الحقيقة رجال أمن.. لقد أثبتوا محبتهم واخلاصهم لهذا الوطن، نسأل الله أن يوفق العاملين منهم، وأن يغفر للشهداء، فالمجتمع بأكمله يتعاطف مع هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين يقدمون صدورهم وأرواحهم فداء للوطن والمواطنين.
لفت انتباهي موقف كبير لطفل صغير خارج لتوه من المدرسة، فمرت به إحدى دوريات الشرطة، فوقف في مكانه، ثم أدى التحية.. لقد أدى هذا الطفل التحية لرجال الأمن نيابة عن الوطن كله..
فتحية منا جميعا للعيون الساهرة، رجال الأمن، وحماة الوطن.
(*)مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير
|