Wednesday 16th June,200411584العددالاربعاء 28 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "تغطية خاصة"

حضرها عدد من السفراء والمثقفين: حضرها عدد من السفراء والمثقفين:
أمسية صحفية: عنوان محاضرة لخالد المالك في البحرين خالد المالك يتحدث للجمهور

  * المحرق - من جمال الياقوت:
ضمن الموسم الثقافي لبيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحفي، وبدعوة من الشيخة مي آل خليفة، ألقى الأستاذ خالد المالك محاضرة مساء أمس الأول في مركز الشيخ إبراهيم آل خليف للثقافة والبحوث بالمحرق بمملكة البحرين بعنوان (أمسية صحفية) حضرها السفير السعودي الدكتور عبدالله القوير وعميد السلك الدبلوماسي في البحرين سفير سلطنة عمان والسفير الجزائري ورئيسة جامعة الخليج العربي الدكتورة رفيعةغباش وعدد من الأكاديميين والإعلاميين والمثقفين، وأركان السفارة السعودية.
وفيما يلي نص المحاضرة - الكلمة - التي ألقاها رئيس التحرير قبل أن تبدأ المداخلات وطرح الأسئلة، وكانت الزميلة سميرة رجب الكاتبة والصحفية البحرينية قد تولت تقديم الأستاذ المالك وأدارت المحاضرة التي تحولت إلى ندوة بين المحاضر والحضور بناء على رغبته.
*****
من المملكة العربية السعودية..
من نجد..
ومن الرياض تحديداً..
جئت إلى هنا..
إلى أهلي..
وإلى ديرتي..
حيث اللؤلؤ..
وحيث المرجان..
وحيث نفائس المجوهرات..
التي وإن غابت أو غاب بعض أنواعها من الخليج المثير..
فهي اليوم ومثلما كانت في الأمس مثيرة في حضورها وغيابها وكل ما يمكن أن يقال عنها..
مثيرة بعد أن شح بها علينا هذا العملاق المائي الكبير الذي يحيط بجزر بحريننا الجميل..
مثيرة باختفاء الغواص المرتبط وجدانيا وعاطفيا مع البحر والغوص فيه رغم غدره أحيانا بمحبيه.
***
اللؤلؤ باق ومشرق..
إني أراه الآن رأي العين يتلألأ ويلمع من أمامي..
ويومض بانتشاء أمام ناظري في هذا المساء الجميل..
على وجوه رجال البحرين..
وفي جيد كل نساء البحرين..
فالجواهر الحقيقية هي هذا الإنسان في البحرين..
رجاله..
ونساؤه..
الشيوخ والأطفال..
والناس فيها أجمعون..
***
ألم يقل شاعرنا خالد الفرج عن البحرين وأهل البحرين وفق ما نقله لنا الأستاذ
خالد البسام:
يا درة وسط الخليج تلألأت
وزهت عليه بنورها الوقاد
الدر من حصبائها والتبر
من أمواهها والمجد في الأولاد
تلقى النزيل بمثل شهد نخيلها
وتضمه بالصدر والأعضاد
والمجد فيها شامخ متقادم
(لثمود) يرجع عصره أو (عاد)
***
إخواني وأخواتي..
جئت إلى هنا..
من المملكة العربية السعودية..
إلى البحرين..
يحملني له ويدفعني نحوه شوق قديم..
حيث الأماكن الجميلة والآسرة التي خفق لها قلبي ذات يوم حين زيارتي لها لأول مرة منذ سنوات خلت..
وحيث التقيت بأميرها النقي الطيب سمو الشيخ عيسى آل خليفة- رحمه الله-..
في قصره المتواضع..
وبالبحرين في صورته القديمة الجميلة..
مع جموع كثيرة أحاطها الفقيد بكرمه المعهود..
وشملها برعايته واهتمامه..
وتعلمنا يومها من الرجل الكبير الكثير من المعاني والقيم التي كانت دورة الحياة قد شغلتنا - ربما!! - عن تعلم بعضها.
***
ها أنذا - الآن - في مملكة البحرين..
ومن قبل كنت في دولة البحرين..
من قبل..
ومن بعد..
وما بين الدولة والمملكة..
الأمير والملك..
صاحب السمو وصاحب الجلالة..
أشعر أنني أقضي سويعات أثيرة من عمري مع مواطنين خليجيين أصلاء..
لهم تاريخ وضاء..
أسفار من الكتب تتحدث عن هذا التاريخ...
تقول الكثير عنهم..
وتعطيهم بعض حقهم..
من هو على قيد الحياة منهم..
وأولئك الذين ودعوا الحياة وغابوا عنا وتركونا أمام مسؤولياتنا لإكمال المسيرة الرائعة التي أبلوا فيها كثيراً.
***
أيها الجمع الطيب..
عزيزات وأعزاء..
لقد توقفت طويلا عند هذا الاسم المستنير لذلك العلامة الذي يتشرف هذا المركز بأن يحمل اسمه..
كنت أحاول جاداً أن أستحضر التاريخ ليدلني على ماض بهي أشرق ذات يوم مزهوا بولادة هذه القامة الكبيرة الكبيرة..
ورحت أتأمل بإعجاب السيرة والمسيرة لتلك الحقبة من تاريخ الرجل الذي ودع الدنيا منذ عشرات السنين، ولا يزال إلى اليوم فكره حيا في ذواكرنا جميعاً.
***
ها هو شيخ الأدباء في البحرين أو الأسطورة والتاريخ الموازي كما هو عنوان أحد كتب الشيخة مي آل خليفة المغفور له - إن شاء الله - الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة يطل علينا من نافذة التاريخ..
رمزاً من الرموز الفكرية المضيئة ما بين نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين..
بفكره الخلاق..
وإبداعاته الأدبية والشعرية..
وآرائه المستنيرة..
في رحلة ممتعة غلب عليها الاهتمام بالشأن الثقافي على مدى خمسين عاماً من حياته.
***
أذكر هذا فخوراً بما قرأت له وعنه..
وسعيداً بأن أرى حفيدته الشيخة مي آل خليفة - وهي المبدعة - تحييى ذكراه وتخلد مشواره الجميل مع الكلمة بمثل هذا المنتدى الذي كان هم وهاجس الفقيد في حياته.
***
وإذ أبوح ببعض مشاعري نحو ما رأيته وأراه..
مثمناً خطوات كهذه..
ضمن الأمل بتوالد المزيد منها..
فإنما هي الرغبة والأمل عندي بمستقبل أفضل تنعم به هذه الأمة باعتمادها على ثقافة تستند على قيمنا ودون محاكاة لغيرنا إلا بما يفيدنا ويصحح أوضاعنا..
بمثل ما فعل الراحل الكبير شيخ الأدباء في البحرين..
بل وبمثل ما ينبغي أن نفعل نحن معا وجميعا دون إبطاء أو انتظار..
***
أيها الجمع الطيب..
عزيزات وأعزاء..
ماذا أقول لكم؟
وأنا من حرص على تلبية الدعوة سعيداً بأن أتعلم منكم..
وأضيف إلى عقلي وخبرتي ومداركي ما قد لا أجده إلا في عقول وثقافات وتجارب هذا الحضور الجميل..
ماذا أقول غير الشكر لمن تفضلت فدعتني حيث أجلس الآن..
وقد أحسنت الظن بي معتقدة أن عندي ما يمكن أن أضيفه إلى معارفكم..
وأن بمقدوري أن أقدم لكم ما يسعدكم في هذا المساء..
ماذا أقول غير الشكر لكم جميعاً، إذ جئتم معتمدين على خلفية مثل هذا التصور..
في استجابة سريعة وكريمة هي بالنسبة لي تكريم أعتز به وأفتخر.
***
أريد أن أقول لكم صادقاً بأني لم آت لأحاضر أمامكم وهذه قناعتي الشخصية..
وليس بيدي ورقة ضمنتها ولو بعض أفكاري قبل حضوري إلى هنا فيما عدا ما تسمعونه مني..
فقد تعمدت أن أفعل كل هذا كي أكون طليقاً وحراً وحتى لا أسجن نفسي بموضوع محدد..
وقد أحببت أن أعامل نفسي هذا المساء بغير ما تعامل به طيور الزينة الجميلة التي تودع عادة في أقفاص تكون باهظة الثمن أحيانا للحيلولة دون طيرانها.
***
لا أدري هل أنا محق في هذا؟...
وهل الهروب من الأقفاص ولو كانت ذهبية يروق لكم؟
بالنسبة لي فالهروب هذا يعطيني الفرصة لأستمع وأستمتع منكم وبكم أكثر وأكثر..
فالشراكة ولو كانت في أمسية ثقافية كهذه شيء جميل للهروب من الرأي الواحد والموقف الواحد.
***
حاولت وفكَّرت أن أمزج بين محاضرة ألقيها أمامكم وأمسية مفتوحة معكم..
ووجدت أنني لا أميل إلى ذلك؛ فقد أثقل عليكم وربما تصابون أو يصاب بعضكم بشيء من الملل لو أقدمت على مثل ذلك، وهو ما لا أتمناه..
وتوصلتُ بعد تفكير طويل وعميق وبين خيارات عدة إلى قناعة بأن نكوِّن معاً فريقاً واحداً لمناقشات مفتوحة عن قضايا إعلامية عدة..
ولهذا اخترتُ (أمسية صحفية) عنواناً لهذا اللقاء بكم ومعكم..
فلعلنا بهذا نتحدث عن أكثر من موضوع ونناقش أكثر من قضية ونتناول أكثر من هاجس وبذلك ربما نضيف مجتمعين ما يساعدنا على الخروج من النفق المظلم ومن المأزق الكبير الذي تمر به منطقتنا ودولنا.
***
أيها الإخوة والأخوات..
ولعلكم تتفقون معي في هذا التصور...
أو تقنعونني بما هو غير ذلك...
وإن كنت آمل ألا تخيبوا ظني بما عزمت عليه وتوكلت به على الله...
مع شديد حرصي على معرفة رأيكم حتى لا أكرر التجربة مرة أخرى في مناسبة أخرى..
إن تبيَّن لي من خلالكم أن فيها ما يحتاج إلى تصحيح أو مراجعة أو إعادة نظر.
***
أعرف أن كثيرين منكم ربما أثاره موضوع الصحافة- تقديراً لدورها أو احتجاجاً على ممارسات بعضها - كلما جد جديد يمس سلباً أو إيجاباً شيئاً من قضايا أمتنا..
وإن بعضكم ربما تساءل من قبل ويتساءل الآن بمرارة وآلم عن دور غائب أو مغيَّب يفترض بالصحافة أن تؤديه وتقوم به ضمن رسالتها ومسؤوليتها..
وأعرف أكثر أن آخرين في لحظات إنصاف للصحافة حول ابتعادها أو اقترابها من هموم المواطن العربي في ظل الأجواء الساخنة والمثقلة بالصراعات والاختلافات والمؤامرات في زمن مثخن بالجروح ربما التمسوا لها العذر أو بحثوا لها عن طوق نجاة مما يقال عنها.
***
لهذا فربما كان من المناسب أن يكون من ضمن محاور هذا اللقاء المرور على الصحافة بما لها وما عليها في تناول موضوعي منصف يقود ما يقال لها وعنها القيادات والعاملين فيها إلى خطوات تؤسس لدور فاعل في التأثير على ما يجري لنا وحولنا..
ولعلكم أو بعضكم يستحسن أن نتناول معاً هذا الشأن بالتحليل والقراءة وإبداء الرأي لما هو قائم ولما يمكن أن يكون وبما يضيف إلى الصحافة العربية قوة دفع نحو ما هو مطلوب منها..
وهذا ما أتمنى أن يكون ضمن أمسيتنا الصحفية وبخاصة أن من بين الحضور ذوي الاهتمام والمختصين والمثقفين والمعنيين والعاملين في بلاطها.
***
أيها الجمع الطيب..
عزيزات وأعزاء..
وفي جانب آخر تموج منطقتنا مثلما يعرف الجميع بكثير من الممارسات الخاطئة وغير الحضارية التي تؤذن بجعلها منطقة غير آمنة وبالتالي سوف يسودها عدم الاستقرار فيما لو تنامى وتصاعد وازداد التصعيد لهذا الدخيل على سلوكياتنا وقيمنا وتقاليدنا..
ومثل هذه الأعمال غير المبررة..
التي يُقتل فيها الأبرياء..
وتضر فيها المصالح العامة والخاصة..
وقد يتوقف بسببها المد التنموي والتعليمي والصحي وكل برامج التحديث لدولنا..
لا بد أن تواجه بالرفض وعدم القبول والتفكير الجاد بأفضل السبل المناسبة لتطويقها والحد منها.
***
أذكر هذا، لأقول لكم: لعل وقتكم يتسع هذا المساء ليكون مثل هذا الموضوع الذي أرَّقنا كثيراً وأثار الحزن في نفوسنا ضمن مناقشاتنا المفتوحة..
ذلك أن ما تمر به المنطقة جد خطير ومخيف ولا ينبغي الاستهانة به أو التهوين منه..
وعلى العقلاء في أمتنا تقدير تداعياته وآثاره المدمرة لمستقبل الأمة ولمستقبل دولنا..
آمل أن يكون لنا جميعاً مساهمة ولو ببعض آرائنا ورؤانا لتجنيب منطقتنا ما يحيق بها من مستقبل غامض وخطير.
***
أيها الإخوة والأخوات..
وما كان ليغيب عن ذهني وذاكرتي تذكيركم بضرورة التأمل الجاد لما يضخه الغرب بكل مؤسساته وإعلامه من طروحات مشبوهة، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب لنا..
وهي ظاهرة تؤذي الإنسان العربي وتشعره بأن هناك من نصَّبوا أنفسهم أوصياء عليه، بحيث أصبحوا لا يترددون في مناقشة أدق خصوصياتنا وقضايانا دون استئذان أو مشاركة منا..
ولعل هذه النقطة ضمن ما اقترحته عليكم من قضايا تكون مجال تبادل للرأي فيما بيننا، باتجاه إثراء هذه القضية هي الأخرى بآراء ووجهات نظر تفيد المعنيين في هذا الشأن.
***
هناك قضايا كثيرة وملحة تمس مصالحنا في الصميم..
وتحتاج منا كغيرها إلى تعامل عاقل معها..
تعامل يأخذ بأسباب ما يصون ويعزز المكاسب التي حققناها..
وما أشرنا إليه في سطور سابقة لا يعدو أن يكون بعضاً منها، وهناك الكثير الذي قد يكون من المناسب إثارته ولو برفق لضمان أخذ الموقف المناسب منه..
***
إن دولنا وكل مواطن ومقيم فيها لهم حق في التمتع بأمن ممزوج بحياة حرة وكريمة وشريفة..
وهذا جزء من حوار الصفوة والقادرين الذي ينبغي أن يسود تعاملاتنا وأن يستمر ولا يتوقف كلما كانت هناك مناسبة أو كان هناك ما يستدعي لذلك.
***
أيها الجمع الطيب..
بهذا، وفي مثل هذا التصور..
ومع رجل مثلي كل بضاعته خدمة متواضعة في العمل بالصحافة..
وليس لديه ما يعطيه لكم غير كلام قلَّ أو كثر لها وعنها..
فقد آن له أن يستأذنكم بالتوقف عن الكلام المكتوب..
والانتقال إلى توزيع الأدوار..
والمشاركة الفاعلة بين الجميع..
في حوار حضاري نتبادل فيه الرأي والرأي الآخر..
فيما بيننا..
ومع الآخرين ولو عن بُعد..
بانتظار ما هو أفضل..
لجيلنا..
وللأجيال من بعدنا..
في الحاضر..
والمستقبل.
***
شكراً لكم على هذا الإصغاء وحسن المتابعة..
وعلى الحضور أيضاً..
شكراً للأخت العزيزة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على إتاحتها الفرصة لي للقائكم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved