Wednesday 16th June,200411584العددالاربعاء 28 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وتاليتها وتاليتها
أ.د. هند بنت ماجد بن خثيلة

بعد أن أفلس الفقيه والمسعري في تسويق شخصيتهما (الكاريكاتيريتين) حتى في البلاد التي يتم فيها تسويق كل شيء لكثرة ما فيها من سماسرة، بعد أن أفلس هذان، قررا أن يقوما- هما- بالمهمة دون وسيط، فعرضا نفسيهما في سوق النخاسة، ولكنهما لم يجدا من يكيل بصاعهما إلا مهووساً لم يستقر بعد على صيغة لمظهره أمام العالم، ولا لمسكنه أيضا، فحيناً تراه مسهماً ببدلته البيضاء، يستعرض نفسه على من حوله من الأفارقة الضعاف المغلوب على أمرهم في تلك البقعة من الأرض العربية الأصيلة التي تعصف بها أفانين جنون القذافي في أقصى الشمال الأفريقي.. وأحياناً أخرى يطل علينا ملفوفاً في عشرات الأمتار من الأقمشة الغريبة التي توحي بهوس غير مسبوق، حتى وهو يجلس في خيمته المصنوعة من ادعائه الكاذب بالبساطة، وإلا ما معنى ألا يجددها القذافي كل عام وهو يتصرف يميناً وشمالاً مبذراً ثروة وطن تكفي لصناعة أوطان بحالها؟! الذي لم يكن يعرفه القذافي أن شعرة واحدة في رأس الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لن تهتز لمثل هذه الحماقات، فهو يعلم يقيناً أن وطناً كالمملكة العربية السعودية توحد بعزائم الرجال، لن تهزه هزائم المجانين، وأن رجلاً مثل عبدالله بن عبدالعزيز يقضي ليله ونهاره بين أهله وشعبه لا يخشى، بل لا يخطر في باله حماقات الأقزام. فلينفق القذافي ملايينه إذاً على من يشاء، وليلقمها من الضالة من يشاء، فهو لن يأتي بجديد، ذلك أنه منذ جيء به عام 1969م وحتى يومنا هذا، لم ينفك يهلوس بالأمجاد القائمة على الاغتيالات التي لا تعد ولا تحصى، وعلى العمالة للمخابرات الأجنبية التي توظفه لضرب الموقف العربي كلما أحست بأن هناك فرصة لاجماع عربي على قضية عربية واحدة، وما يؤكد ذلك إصراره دائماً على شق الموقف العربي في كل اللقاءات، بل وأكثر من ذلك تم توظيفه لنسف الجامعة العربية التي تكاد تكون البيت العربي الوحيد الذي يتسع لكل اللهجات العربية، ولكل الهموم العربية، ولكل الآمال والطموحات العربية. ليبذر القذافي أموال الشعب العربي الليبي الأصيل كيفما يريد، ومثلما تسول له نفسه المريضة، فسيأتي اليوم الذي سيقف هذا الشعب في وجه طاغيته، واذاك سيكون الحساب عسيراً، ولن يجد القذافي بيتاً عربياً واحداً يستضيفه أو يؤويه حين يفر هارباً من أمام سخط أبناء الجماهيرية العظام. صحيح أن ما حدث أمر تشمئز له النفوس السليمة وتتقزز منه العروق الآدمية، حتى بالرغم من معرفة أسياد القذافي بالمؤامرة منذ فترة طويلة.. ليس هذا هو المهم، المهم هو ما وراء سطور المؤامرة، فحين أحس الفقيه والمسعري بتشظي الجماعات الإرهابية التي باعت نفسها هي الأخرى لأعداء الوطن، وبدأت نهايتها تتضح للجميع، تحت ضربات الإصرار والعزيمة السعودية، لم يملك هذان وأمثالهما من الصعاليك إلا أن يبيعوا أنفسهم بثمن بخس لرجل مهووس، وحتى في هذه فشلوا منذ الخطوة الأولى لأن الزبد يذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.. وتاليتها.

فاكس: 2051900


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved