Wednesday 16th June,200411584العددالاربعاء 28 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

آل الشيخ خلال أول حفل تكريمي للمساهمين في إعمار المساجد : آل الشيخ خلال أول حفل تكريمي للمساهمين في إعمار المساجد :
محاربة الفئات الضالة تبدأ من المساجد

* الرياض - الجزيرة:
رعى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس اللجنة العليا لبرنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في فندق الشهداء بمكة المكرمة ، الحفل التكريمي الأول لفاعلي الخير المساهمين مع الوزارة في إعمار بيوت الله بمنطقة مكة المكرمة ، الذي أقامه الليلة الماضية فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة.
وقد بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة الدكتور عبد الرحمن بن سعيد الحازمي كلمة رحب في بدايتها بالحاضرين ، ونوه الدكتور الحازمي بما حظيت وتحظى به المساجد من عناية من حكومة خادم الحرمين الشريفين ، ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، ومتابعة وإشراف من لدن معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ .. واشار - في هذا السياق - إلى أن برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها ، الذي انطلق في غرة شعبان 1423هـ ، ثمرة من ثمارها هذه العناية.
ثم ألقى ثامر عبد القادر نصير كلمة نيابة عن المساهمين في إعمار بيوت الله في منطقة مكة المكرمة ، أكد خلالها أن هذه البلاد المباركة هي مقيمة المساجد ، مشيدة الجوامع ، بلاد قامت دعائمها على التوحيد ، وانطلقت مناهجها على صفاء الدين ، وروعة المبدأ ، منذ عهد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه -.
بعد ذلك قدم المهندس عاطف حبيب بخش عرضاً مرئياً عن بعض المساجد والجوامع التي تم إعمارها من قبل فاعلي الخير ، ثم ألقى إمام وخطيب جامع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في مكة المكرمة الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني قصيدة شعرية عن عمارة بيوت الله ، وفضل المساجد في المجتمع المسلم ، ثم ألقى معالي راعي الحفل الوزير الشيخ صالح آل الشيخ كلمة أكد فيها أن رسالة وزارة الشؤون الإسلامية ليست مقتصرة على منسوبيها ولا على موظفيها ، فكل مسلم وكل متعلق قلبه ببيوت الله - تعالى - فهو يحمل هم ورسالة هذه الوزارة ، لأن هذه الوزارة إنما هي للتنظيم والإدارة ، وترتيب ما يتعلق بالأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد.
وقال : ان هذه الشريعة لم تأت بالانفراد بالأعمال ، وإنما جاءت بالتعاون على البر والتقوى ، جاءت بالتكامل بين الناس كل في اختصاصه ، وكل فيما يسر الله - تعالى- له ، قال تعالى : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } ، التعاون على البر والتقوى مفهومه عام واسع ، يشمل كل ما يؤدي إلى طاعة الله تعالى ، فالتعاون على بناء المساجد تعاون على البر والتقوى ، والتعاون على نشر الدعوة إلى الله - تعالى - تعاون على البر والتقوى ، والتعاون في رد المنكرات ، ومن أعظمها الفرقة والغدر والإرهاب والغلو في دين الله تعالى ، تعاون على البر والتقوى ، فمفهوم التعاون على البر والتقوى مفهوم يشمل جميع الأعمال الصالحة.
وأضاف إننا أمة التعاون ، أمة لا يمكن أن يقوم فيها فرد أو جهة بكل شيء ، فلا يمكن أن تقوم الحكومة وحدها بالعمل ، بل الدول هي التي تقوم بالعمل ، والدولة تشمل الحكومة التي تدير المرافق ، وتدير الوزارات والبلاد ، وتشمل الناس الذين هم جزء من تعريف الدولة ، فلذلك إذا قلنا : إن دولتنا تعمل فإننا نعني بذلك عمل الحكومة -وفقها الله لكل خير- وعمل الناس ، لأن الجميع يمثلون جسداً واحداً ، وهذا هو المطلوب منا في كل عمل أن نشعر بقيمة أعمالنا ، وتكاتفنا فلا مجال للانفراد ، ولا مجال في أعمالنا أن يزهو الواحد منا بعمله منفرداً ، الوزير لا يمكن أن يقوم بعمله ما لم يكن معه أناس يقومون ، وربما عملوا أكثر من عمله ، وكذلك من أراد بناء مسجد لا يمكن أن يقوم بكل شيء ، وكذلك من أراد هداية الخلق لا يمكن أن يقوم هو بكل شيء ، وهكذا في أنحاء كثيرة.وأضاف معاليه ان نشر العلم ، ونشر هداية المسجد وإقامة المسجد ، لابد في ذلك كله من التعاون من جميع الفئات التي تعلقت بالمسجد ، وأن يقوم المسجد برسالته ، وأن يقوم المسجد بمهمته ، وواجبه الذي هو أداء العبادة والمحافظة عليها ، والحض عليها ، وكذلك إقراء القرآن ، وبث العلم ، ومناصحة من يحتاج إلى مناصحة ، وتوحيد الناس ، وعلاج المشكلات ، وما أشبه ذلك.
وقال معاليه: إننا نمر اليوم بفترة فيها الكثير من المشكلات التي تعلمونها ، وأعظم هذه المشكلات ما يتعلق بظهور هذه الفئة الضالة الإرهابية التي أفسدت في الأرض ، وهي تظن أنها تحسن صنعاً ، والله -سبحانه وتعالى- حذرنا من أمثال هؤلاء ، قال -عز وجل-: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ }، وأكد معاليه على ضرورة أن يكون للمسجد أثر عظيم في مواجهة هذا الفكر المنحرف وهذا الضلال ، وأيضاً في مواجهة هذه الفئة ، فالمساجد في كل حي ، والمساجد فيها الناس الذين يعلمون كل ما يجري في هذا الحي ، فالجار يصلي في المسجد ، ويعلم ما في المسجد من تصرفات للبعض ، أو من بعض الأفكار ، فلابد حينئذ أن يكون منهجنا الوقائي ضد هذه الأفكار ، وضد هذه الفئات أن يكون قوياً ، يبدأ من المسجد ؛ لأن المسجد هو مصدر الخير ، ومصدر الوحدة ، ومصدر القوة ، ومصدر نشر العلم ، ونشر الهداية.
وبهذه المناسبة وجه معاليه عموم الأئمة وخطباء المساجد في أن يفعلوا دور المساجد في الوقاية من هذا الفكر المنحرف ، وفي التحذير من أهله ، وفي كل ما يساعد على القضاء على هذه الفتنة والضلالة العمياء.
وشدد معالي الوزير آل الشيخ على أنه لا مجال اليوم للتواكل ، وأن يقول المرء غيري يقوم بهذه المهمة ؛ لأن هذا واجب علينا جميعاً ، فهو واجب ديني ، وواجب شرعي ، ثم هو واجب وطني تحتمه عصمة الدين ، وتحتمه علينا الأمانة والوفاء بالعهود ، ومقتضيات الشرع ، والعقل ، والفطرة.
وجدد معاليه التأكيد على أهمية دور المساجد في المجتمع المسلم ، وعظم شأنه ، وكذا عظم شأن التبرع من أهل الخير في بناء وإعمار بيوت الله ، داعياً إلى الاهتمام بالمساجد ، وإعمارها ، ونظافتها ، وتطييبها.
وقال معاليه: إن هذا الحفل هو الحفل الأول لتكريم فاعلي الخير المسهمين في إعمار بيوت الله ، وهذه مناسبة جميلة جداً بأن يكون منطلق هذا التكريم من مكة المكرمة في أول حفل يقام فيها ، فهي الحقيقة بذلك ، وأهلها حقيقيون بأن يكونوا سباقين لكل فكرة رائدة تنتشر في جميع مناطق المملكة ، قال صلى الله عليه وسلم (من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة).
وفي نهاية الحفل قام معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بتكريم أصحاب الفضيلة والسعادة الذين ساهموا مع الوزارة في إعمار بيوت الله ، وذلك بتقديم شهادات تقديرية ، وهدايا لهم لما بذلوه من أعمال خيرية.
ثم قدم الدكتور عبد الرحمن بن سعيد الحازمي المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة هدية تذكارية إلى معالي الوزير آل الشيخ بهذه المناسبة.. وهدية أخرى إلى فضيلة وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الشيخ عبد العزيز العمار.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved