** هل ازدادت الإصابة بالأمراض الخطيرة.. أم أن المسألة مجرد تطور في أجهزة التشخيص والكشف؟
** نحن لا ننكر.. أن أجهزة الكشف والفحص والتشخيص تطورت في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً مذهلاً.. أياً كانت هذه الأجهزة.. سواء أجهزة تحليل الدم أو غيره.. أو أجهزة الأشعة أو أي أجهزة أخرى تشخيصية.. فقد صارت أكثر تقدماً وتطوراً ودقة.. قبل سنين ليست بعيدة.. كانت بعض التحاليل تجرى في الخارج.
** واليوم.. تكاثرت الأمراض.. وبالذات.. (السرطان) فيندر أن توجد أسرة لا يوجد بين أفرادها مصاب بالسرطان.. وأعني بذلك.. الأسرة الكبيرة (الأقارب) ولا أعني البيت الواحد.. بل إن الأطباء يقولون.. إنهم إذا اكتشفوا في السابق حالة سرطان.. تحوَّلت إلى حالة طوارئ.. واجتمع الأطباء لأيام ودرسوا القضية وناقشوها من كل جانب.. وصارت قضية المستشفى لأيام.
** والآن.. صارت قضية عادية.. لأنهم يكتشفون يومياً.. أكثر من حالة.. فلم يعد الأمر مزعجاً.
** ويقول بعض المهتمين.. إنه في السابق.. متى اكتشفوا حالة.. عملوا لها حالة طوارئ ومواعيد قريبة دقيقة وألزموا المريض بالمراجعة ولاحقوه وهيأوا له كل المناخات.. وصارت له الأولوية في كل شيء.. وصار يُخدم وهو في بيته.
** واليوم.. إذا اكتشفت حالة.. مسَّكوه الباب.. إلا إذا تدبَّر أمره بنفسه وراجع المواعيد وضغط واتصل و(عافس) لأن هناك عشرات الحالات المماثلة.
** مريض السرطان اليوم.. يُعطى مواعيد بعد عدة أشهر.. أو نقل.. أيام متباعدة.. وكان في السابق.. يستضاف في المستشفى.. ويُمنح كل شيء.
** بالأمس.. إذا اكتشفوا حالة.. سكتوا.. ثم استدعوا أقارب المريض وأبلغوهم بطريقة مدروسة.. وبعد مقدمات طويلة.. وتحذيرات و(لا تْعَلْمُون.. ولا يدري أحد) ليبلغ المريض بعد أيام وبطريقة أيضاً.. مدروسة.. وبهدوء ورفق.
** واليوم.. يقول الطبيب للمريض: أنت مصاب بالسرطان الخبيث وبالفم المليان لحظة تقليب ورقة الفحص.. وقد يكون التقرير صحيحاً.. وقد يكون خاطئاً..
** نعم.. هناك حالات خطأ تحصل في الكشف والفحص.. ويثبت العكس.. ومع ذلك.. يُفجع المريض ويقال له: أنت عندك سرطان في كذا وهو (ما عنده.. إلاَّ العافية).
** بالأمس.. إذا اكتشفوا اشتباهاً.. (أوراماً) أو ما شابهها.. حوَّلوه للقسم المختص بهدوء.. ودون أن يشعر.. وحلَّلوا له وفحصوه.. وهم ساكتون حتى يتيقنوا (100%) ثم يتم إبلاغه بعد مشوار طويل من الاستعداد والتخطيط.
** واليوم.. بمجرد الاشتباه البسيط.. يقول له الطبيب وبكل بساطة: (يا الأخو) أنت عندك اشتباه في أورام بالمكان الفلاني.. لازم تروح تفحص و(نشوف.. وش السالفة) وبس.
** بالأمس.. إذا اكتشفوا حالة سرطان متأخرة.. إما أن يخفوا ذلك عن المريض ويحاولوا تقديم علاجات وأدوية معينة.. وإما أن يتخذوا طريقة مدروسة لإبلاغه.
** واليوم.. يقال له: إنه سرطان.. وفي المرحلة الفلانية.. وما فيه علاج.. واخرج من المستشفى.. وانتظر (يومك..!!).
** أو هكذا يقال.. المهم.. أنه يُبلّغ.. بأنه لا علاج لحالته.. ويخرج من المستشفى لانتظار الموت.. وهو بيد الله جلَّت قدرته.. وكم من شخص قالوا.. له: ستموت قريباً.. وعاش ردحاً من الزمن.. بل ربما عقوداً.. وهذه.. آية من آيات الله.
** بالأمس.. كان الطبيب يتوخَّى الحذر.. فلا يتكلم أمام مريض السرطان بكلام مخيف مزعج.
** واليوم.. يقول له.. كل شيء. ويتحدث عن الأموات بالسرطان والوفيات اليومية.. ويتكلم بكل وضوح.. حتى يُحطم معنويات المريض.
** وأخيراً.. ما أسوقه هنا.. ليس الشائع.. بل هي حالات موجودة..
** كما أنني.. لا أعمّم الحكم على كل الأطباء.. وكل المستشفيات أبداً.. بل أقول: إن ما ذكرته.. موجود.
** عافانا الله من هذه الأمراض.
|