دائما المجتمع الدولي ينتظر حدوث الجريمة ليبدأ (الولولة) ولكن بعد فوات الأوان رغم ان المؤشرات تشير إليها وان كل الدلائل تؤكد إصرار المجرمين على ارتكاب الجريمة.
هكذا كان الوضع في سجن أبو غريب في العراق، وهكذا الحالة في كل السجون الإسرائيلية إلا ان سجن تلموند اليهودي يظل الحالة الأكثر سوءاً من جميع السجون وأكثرها تحذيراً للأسرة الدولية لوجود 92 أسيرة فلسطينية يمارس ضدهن أبشع أساليب الانحطاط والسادية..
وناشدت الأسيرات الفلسطينيات في بيان لهن بأنهن يعشن تحت رحمة الجلاد الصهيوني ويعانين من القمع، والضرب، والتفتيش العاري المذل، بالإضافة إلى الحرمان من الدواء والرسائل والكتب.. ولا توجد في غرف المعتقل فرشات صحية أو أثاث، بينما شبابيك الغرف موصدة بالحديد فلا تدخل الشمس إلى الغرف.. ويتم الاعتداء بشكل مستمر على الأسيرات خصوصاً الأسيرة التي ترفض التفتيش العاري مثلما حدث مع الأسيرة عبير عمرو من مدينة الخليل.. وشكت الأسيرات من ضيق ساحة التريض ومساحتها 30 متراً مربعاً فقط.
وحسب تقرير لنادي الأسير الفلسطيني، أن من بين الأسيرات هناك (20أماً) لهن أطفال خارج المعتقل، واثنتان معهما، طفلان داخل المعتقل اليهودي.. ومن بين الأسيرات أيضاً (27 أسيرة) من الطالبات.
وأشارت الأسيرات في إفادة حقوقية إلى حالة الأسيرة منال غانم التي ترعى ابنها نور في المعتقل، وهي مصابة بمرض الثلاسيميا.. وفي هذا السياق، وجهت الأسيرة منال إبراهيم غانم (28 عاماً) نداء إلى كل مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان والدفاع عن المرأة للتدخل للإفراج عنها وعودتها إلى أسرتها وأطفالها في مخيم طولكرم.
وطالبت الأسيرة غانم السماح لزوجها ناجي برؤية طفلهما نور الذي أنجبته داخل سجن هداريم اليهودي قبل ثمانية أشهر، حيث تمنع سلطات الاحتلال زوجها منذ تاريخ اعتقالها وحتى اليوم من زيارتها بدعوى انه خطر على أمن الإسرائيليين، حسب زعمهم.
وقالت الأسيرة الفلسطينية، في رسالة تسربت من داخل سجن هداريم، ان لديها ثلاثة أولاد وبنتاً، إيهاب (12 عاماً) ونفين (10 أعوام) وهي تعاني من مرض نفسي نتيجة غياب والدتها وماجد (9 أعوام) ويعاني من مرض الثلاسيميا.. مؤكدة انها لم تقدم للمحاكمة حتى الآن لكونها بريئة من التهم التي تنسبها قوات الاحتلال لها.
ووجهت الأسيرة الفلسطينية كلمة إلى زوجها ناجي أرفقتها بصورة لطفلها الأسير نور الذي لم يره منذ ولادته.
وكان زوج الأسيرة منال إبراهيم غانم أعرب عن استيائه من عدم رؤية طفله حتى الآن، مؤكداً ان سلطات الاحتلال رفضت إعطاءه تصريحاً لزيارة زوجته وطفله الأسيرين بحجج أمنية واهية.
وقال ناجي غانم: انه يمر بوضع نفسي صعب نتيجة إلحاح أطفاله على رؤية والدتهم الأسيرة التي ما زالت تعاني الكثير داخل السجن، مؤكداً انه حاول الاتصال بعدة جهات ومنظمات دولية للتدخل والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن زوجته أو السماح برؤية طفله على الأقل إلا ان محاولاته لم تتكلل بالنجاح.
كانت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة، وصفت التعذيب الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون بأنه يفوق الحدود، وقد أبدى أعضاء اللجنة استعدادهم للإدلاء بشهاداتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية.
يشار إلى ان لجنة التحقيق في الممارسات الإسرائيلية ضد حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة أكدت ان معدل الانتهاكات ضد الفلسطينيين ارتفع بنسبة كبيرة، وتمثل ذلك في زيادة الاعتقالات، وتعرض الأسرى لأشكال مختلفة من التعذيب تفوق الحدود وتخالف أدنى معايير الإنسانية.
|