* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني اتباع سياسة القتل خارج إطار القانون، المتمثلة في جرائم الاغتيال السياسي والتصفية الجسدية بحق الفلسطينيين، تحت ذريعة أنهم ضالعون في أعمال المقاومة ضد أهداف إسرائيلية خلال انتفاضة الأقصى، التي تفجرت منذ أكثر من ( 44 شهراً)..
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قال في تقرير مفصل، تسلم مراسل الجزيرة في فلسطين نسخة منه باليد: إن ما يبعث على القلق حقاً هو أن هذه الجرائم، كغيرها من جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بحق الفلسطينيين هي في تصاعد مستمر، في ظل صمت المجتمع الدولي والأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، وعدم العمل على وقف تلك الجرائم واتخاذ تدابير عملية تجاه دولة الاحتلال الحربي، الأمر الذي يدفع تلك القوات إلى ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق الفلسطينيين.
وجاء في التقرير الحقوقي: تنفذ قوات الاحتلال جرائم الاغتيال
بحق الفلسطينيين من كافة التنظيمات الفلسطينية، ممن تتهمهم بالضلوع في التخطيط أو التنفيذ لعمليات معادية لها.. وفي تطور نوعي، طالت هذه الجرائم المستوى السياسي في هذه التنظيمات، وأحياناً وصلت إلى قمة الهرم السياسي.. وفي جميع الأحيان، لا تقدم قوات الاحتلال دليل إدانة لهؤلاء الضحايا، حيث ينفذ حكم الإعدام ميدانياً بحقهم.. وفي كثير من الحالات، كان بإمكان قوات الاحتلال اعتقال الشخص المطلوب وتقديمه إلى المحاكمة في حالة ثبوت التهم المنسوبة إليه.
ويولي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اهتماماً خاصاً لهذا النوع من الجرائم التي لا يوجد أي مبرر لاقترافها.. وعمل المركز ولا يزال على تسليط الضوء عليها ولفت أنظار العالم إلى مدى خطورتها، وحث المجتمع الدولي على التدخل من أجل الضغط على دولة الاحتلال الحربي لوقفها وغيرها من الجرائم..
ومن أجل توثيق هذه الجرائم، يعتمد المركز بشكل رئيسي على قاعدة معلومات دقيقة ومحدثة تتضمن تفاصيل دقيقة وكاملة عن جميع جرائم الاغتيال التي اقترفتها قوات الاحتلال على مدى انتفاضة الأقصى..
وفي هذا التقرير، الذي يُعتبر السابع من نوعه، ويغطي جرائم الاغتيال المقترفة بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، خلال الفترة بين 29-9-2003 إلى 30- 4-2004 جاء ما يلي: شهدت تلك الفترة استمرار التصعيد النوعي لجرائم الاغتيال المقترفة بحق القادة الفلسطينيين، خاصة قادة حركة المقاومة الإسلامية ( حماس)، في قطاع غزة.. وفي هذا الإطار، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤسس الحركة وزعيمها الروحي، الشيخ أحمد ياسين.. ولم يمضِ شهر، حتى تمكنت تلك القوات من اغتيال خليفته، وأحد مؤسسي حركة حماس، د.عبد العزيز الرنتيسي.. وتأتي جرائم الاغتيال هذه بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية رسمياً استهدافها لقيادات حماس السياسية والعسكرية على حد سواء، وأن أحدهم لن يتمتع بالحصانة.. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد شنت حرباً معلنة على هؤلاء القادة، حيث تعرض معظمهم لمحاولات اغتيال في العام الماضي، بمن فيهم الشيخ ياسين، والدكتور الرنتيسي.. وقد نجا معظم هؤلاء القادة في حينه، فيما تمكنت قوات الاحتلال من اغتيال أحدهم، وهو المهندس إسماعيل أبو شنب بتاريخ 2003-8-21
الجزيرة تعرض حقائق وأرقاماً حول جرائم الاغتيال
وخلال الفترة التي يغطيها التقرير، الذي تعرضه الجزيرة: اقترفت قوات الاحتلال الإسرائيلي (24 جريمة اغتيال) بحق الناشطين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، استهدفت (52 فلسطينياً) من مختلف الفصائل الفلسطينية تدعي قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنهم مطلوبون لها على خلفية مشاركتهم في أعمال مقاومة ضدها.. وقد أدت تلك الجرائم إلى مقتل (71 فلسطينياً)، منهم (42 مستهدفاً)، بينهم طفلان، إلى جانب (29 آخرين غير مستهدفين)، كانوا متواجدين مصادفة في لحظة وقوع الجريمة، منهم (ثمانية أطفال)، و(ثلاثة شيوخ).. كما أدت هذه الجرائم إلى إصابة (147 مواطناً)، بينهم (ثمانية مستهدفين)، إلى جانب (139 آخرين غير مستهدفين)، كانوا متواجدين مصادفة في المكان لحظة وقوع الجريمة، بعضهم أصيب بجراح بالغة.
وجاء في التقرير الحقوقي الفلسطيني: اسرائيل ترتكب بمعدل جريمة واحدة كل أسبوع، فلقد بلغ عدد جرائم الاغتيال السياسي التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق قادة سياسيين وناشطين فلسطينيين، منذ بدء الانتفاضة في 28-9-2000، وحتى 30-4- 2004إلى (177 جريمة) في الضفة الغربية وقطاع غزة، راح ضحيتها (374 مواطن فلسطيني)، بينهم (239 من المستهدفين)، بينهم خمسة أطفال وسقط في هذه الجرائم (135 مواطناً فلسطينياً من غير المستهدفين)، تواجدوا مصادفة في مكان الجريمة، بينهم (45 طفلاً )، و(14 امرأة)، و(18 شيخاً مسناً).. كما بلغ عدد المصابين في تلك الجرائم (787 مواطناً)، بينهم (41 مستهدفاً)، إلى جانب (746 غير مستهدفين)، تواجدوا مصادفة في مكان وقوع الجريمة، تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وخطيرة..!!
وعلى ذكر الاعتداءات الاسرائيلية، وما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات، أكد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في تقرير أسبوعي يغطي الفترة الواقعة ما بين 27-5 إلى 2-6-2004 تلقى مراسل الجزيرة نسخة منه باليد: أن القوات الاسرائيلية قتلت خلال تلك الفترة ستة مدنيين فلسطينيين، ثلاثة منهم ضحايا لجريمة جديدة من جرائم القتل خارج نطاق القضاء..
|