في مثل هذا اليوم من عام 1877 تخرج هنري أوسيان فليبر، الذي وُلد عبداً في توماسفايل بولاية جورجيا عام 1856، من الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت بنيويورك في الولايات المتحدة ليكون بذلك أول طالب أفريقي أمريكي يتخرج من أكاديمية عسكرية.
وتم تعيين فليبر، الذي لم يتحدث معه أي طالب أبيض طوال السنوات الأربع في ويست بوينت، برتبة ملازم ثانٍ في سلاح الفرسان الأفريقي الأمريكي العاشر، الذي يتخذ من فورت سيل بالأراضي الهندية مقراً له.
قام الكونغرس بتأسيس الأكاديمية العسكرية في الولايات المتحدة، وهي أول مدرسة عسكرية في أمريكا، في عام 1802، بُغية تعليم وتدريب الشباب على العلوم العسكرية نظرياً وعملياً.
وتم تشييد الأكاديمية في ويست بوينت بولاية نيويورك. هذا ويشار إلى الأكاديمية حالياً باسم ويست بوينت.
ويرمز موقع ويست بوينت الذي تم تشييده على الضفة الغربية من نهر هيدسون في نيويورك، إلى معقل الحقبة الثورية الذي تم بناؤه لحماية نهر وادي هيدسون من الهجوم البريطاني.
وفي عام 1980، وافق الجنرال بنيديكت أرنولد قائد الحصن على تسليمه إلى البريطانيين مقابل دفع مبلغاً قدره 6000 جنيه إسترليني. وتم اكتشاف المؤامرة قبل سقوط الحصن في أيدي البريطانيين. وفرَّ أرنولد إلى بريطانيا طالباً الحماية.
وبعد عشر سنوات من إنشاء الأكاديمية العسكرية في الولايات المتحدة في عام 1802 تسبب التهديد المتزايد حول وقوع حرب أخرى مع بريطانيا العظمى في اتخاذ الكونغرس إجراءات لتوسيع الأكاديمية لزيادة أعداد القوات.
وبدايةً من عام 1817، تم إعادة تنظيم الأكاديمية العسكرية ووضعها تحت إدارة سيلفانوس ثاير الذي عُرف بعد ذلك ب(أبي أكاديمية ويست بوينت).
وخلال الحرب المكسيكية الأمريكية، قامت ويست بوينت بتخرج القوات الأمريكية التي استطاعت تحقيق النصر.
وعندما اندلعت الحرب الأهلية أصبح رفاق الأمس في الأكاديمية في مواجهة بعضهم البعض للدفاع عن ولاياتهم. وفي 1870 تم قبول أول طالب أفريقي أمريكي وهو جيمس وبستر سميث في الأكاديمية ولكنه لم يصل إلى سنة التخرج. وحتى عام 1877 لم يتخرج غير هنري أوسيان فليبر بعد أن تحمل أربع سنوات من العناء والصمت. وفي 1976 تم قبول أول طالبة في ويست بوينت وأصبحت الأكاديمية الآن تحت إدارة وإشراف وزارة الجيش الأمريكي ويصل عدد الطلاب المسجلين بها إلى أكثر من 4000 طالب.
|