في مثل هذا اليوم من عام 1902 م، توفي بشارة تقلا، شقيق سليم تقلا، الصحفي اللبناني، الذي يعد هو وشقيقه مؤسسي صحيفة الأهرام المصرية. دوّت فكرة الصحيفة في مخيلة الشابين اللذين عرفا أن القاهرة في تلك الأيام هي المساحة الثقافية العربية المواكبة لما يجري في العالم متابعة وإنتاجا، ولهذا قررا الانتقال إلى عاصمة الثقافة العربية ليقوما بتجربة لم يعرفا أنها ستتحول إلى هذه المؤسسة العالمية وان تضم جيشا من العاملين بعدما بدآها بعمل صحافي شخصي وبطباعة تلك الأيام حيث يمكن لأي مهتم اكتشاف هذا المضمون عبر أرشيفها. ويبدو أن نجاح الأخوين سليم تقلا وبشارة تقلا في تأسيس جريدة (الأهرام) وصدور عددها الأول في 5 آب 1876، قد أغرى عدداً آخر من اللبنانيين بترسم خطاهما، بالهجرة إلى مصر التي أحسنت استقبال كل من وفد إليها، وجعلت منهم شركاء لها في حياتها، ومكنتهم من إنشاء صحف ومجلات.
وقد استأثرت الإسكندرية بالنصيب الأكبر منها، بخاصة وأن الأحوال السيئة في لبنان، التي دفعت آل تقلا إلى الهجرة إلى مصر، ودفعت غيرهم إلى الهجرة إلى أميركا، ظلت كما هي، لم تتغير. ففي عام 1894 أنشأ الأخوان نجيب الحداد وأمين الحداد جريدة (لسان العرب). وكذلك أنشأ الأخوان شارل شميل وموريس شميل في الإسكندرية في 1897 جريدة (البصير) وهي من أطول الجرائد اليومية عمراً بعد الأهرام، إذ إنها استمرت في الصدور حتى وقت قريب.
وكان أولاد بشارة تقلا أول من ساهم في تطويع الخط العربي لماكينة الجمع السطرية اللينوتيب، وقاموا بتدريب العاملين عليها، فكانت الأهرام هي أول صحيفة تستخدم ماكينات جمع الحروف بالسطر في الشرق. وتوفي بشارة تقلا عن 49 عاما.
|