في مثل هذا اليوم من عام 1946 تقدمت الولايات المتحدة بخطة باروخ للرقابة الدولية على الأسلحة الذرية إلى الأمم المتحدة. وقد أدى فشل الخطة إلى سباق التسلح النووي الخطير بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
وفي أغسطس -آب عام 1945، قامت الولايات المتحدة بإسقاط قنبلتين ذريتين على اليابان وكانت بذلك أول دولة تستخدم الأسلحة النووية خلال الحرب. وقد أدى نجاح استخدام هذه القنابل إلى إنهاء الحرب العالمية الثانية، ليس ذلك فحسب، بل جعل من الولايات المتحدة أكبر محتكر لأخطر أسلحة دمار شامل عرفتها البشرية.
وعندما بدأت حدة العداء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي تتصاعد في الأشهر التي أعقبت نهاية الحرب، بدأت أيضا مناقشات حادة في إدارة الرئيس هاري إس. ترومان حول الأسلحة النووية.
ورأى بعض المسؤولين ومنهم وزير الحرب هنري ستيمسون ووزير التجارة هنري والانس أن الولايات المتحدة يجب أن تشارك الاتحاد السوفيتي في الأسرار الذرية. وقالوا إن احتكار الولايات المتحدة لهذه الأسلحة سوف يتسبب في زيادة شكوك السوفيت تجاهها ومن ثم استمرار سباق التسلح.
وقد عارض آخرون هذا الرأي بشدة مثل جورج إف كينان المسؤول بوزارة الخارجية. وقالوا إنه لا يمكن الوثوق بالسوفيت وأن الولايات المتحدة سترتكب حماقة إذا ما تخلت عن مصدر الدعم النووي الذي تملكه.
وفي عام 1946 عرضت الولايات المتحدة تشكيل لجنة للطاقة الذرية تابعة للأمم المتحدة تقوم بعمل رقابة دولية على انتشار وتطوير الأسلحة النووية والتكنولوجيا. وقد وقع الاختيار على برنارد باروخ مستشار الرؤساء الأمريكيين منذ أوائل القرن العشرين لصياغة العرض الأمريكي وتقديمه إلى الأمم المتحدة.
وكان باروخ يؤيد المجموعة التي تخشى الاتحاد السوفيتي وقد عكس العرض الذي قدمه ذلك. فقد تضمن العرض إجراء رقابة دولية وتفتيش للمنتجات النووية، بيد أنه أعلن بوضوح أن الولايات المتحدة سوف تحتفظ باحتكارها للأسلحة النووية حتى يتم تطبيق جميع البنود المذكورة في هذا العرض. وقد رفض الروس خطة باروخ وهو ما لم يثر الدهشة. وبالتالي رفضت أيضا الولايات المتحدة عرضاً سوفيتياً يطالب بحظر استخدام جميع أنواع الأسلحة النووية. وبحلول عام 1949، كانت جميع المناقشات حول الرقابة الدولية على الأسلحة النووية نقاطاً مثيرة للجدل. وفي سبتمبر -أيلول من نفس العام قام الروس بتجربة سلاح نووي بنجاح.
وخلال الأعوام القليلة التالية تسابقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في تطوير ترسانات الأسلحة النووية المخيفة بما في ذلك القنبلة الهيدروجينية وقنابل MIRV (وهي قنابل برؤوس نووية متعددة) والقنبلة النيترونية (التي صممت لقتل الناس دون المساس بالأبنية والمنشآت).
|