مريض يلبس نظارة ثقيلة أكثر من سبع درجات. المريض مثقف ودقيق ويسأل عن التفاصيل. وبعد جلسة مناقشة مطولة قرر المضي وإجراء العملية، بحمد الله كانت النتائج رائعة، حدة إبصار كاملة وعملية جراحية بدون أية مضاعفات ولكنني صعقت عندما دخل المريض عيادتي لابساً نظاراته لماذا؟؟
ما الذي حدث وعدت للنظارة؟؟
ولماذا عدت إليها دون مشورتي؟؟
كان الجواب: بصراحة يا دكتور النظارة لا يوجد بها أي مقاس أي أنها زجاجة عادية ولكن خوفاً من العين ألبسها في ساعات العمل تقريباً، لا يوجد أحد داخل مكان العمل يعلم أنني أستطيع رؤية الأشياء بدون نظارة.قبل حوالي أربع سنوات أجريت عملية ليزك لمريضة تبلغ من العمر ثلاثين عاماً وبعد العملية ذهبت لزيارة إحدى قريباتي وكنت أحدثها وأنا مستغرب: تصور أنني قبل أقل من ساعة كان لدي مريضة عمرها ثلاثون عاماً فقط ورغم ذلك فإن الشيب قد غزا حواجبها فأصبحت بيضاء. استغرقت قريبتي في الضحك: يا جاهل هذا تشقير وليس شيباً. إنه أمر عجيب نحن معاشر الرجال نهرب من الشيب أما النساء فيدفعن الأموال للحصول عليه في حواجبهن.
العروس وباقة الزهور
تأكد يا دكتور أن كل الأمور تمام لأن ابنتي على وجه زفاف. كنت في غاية السعادة لأن مريضتي ستصبح عروساً. اتصلت بعلاقات المرضى وطلبت منهم تحضير باقة لإرسالها في هذه المناسبة الغالية. ولكن المفاجأة أن العروس ووالديها يمتنعان بشكل لافت للنظر عن إخباري بمكان وتوقيت الحفل واستغربت: ما نبغي نكلف عليك ما في داع سلامة عيون بنتنا هي الهدية، أعذار لبقة ولطيفة ولكنها غير مقنعة، ذهبت بي الظنون إلى أبعد مما كنت أتصور ربما تعتقدون أنني أستغل مناسبتهم للترويج للمركز الذي أعمل به, لا يوجد ما يدل في الباقة على العيادة الفلانية أو المركز العلاني. المهم هذه الأمور لا تكشف خلال حديث نسائي ويبدو أنه لا يفهم الستات إلا الستات.
بعد أن خرجت من العيادة. قالت المريضة لموظفة علاقات المرضى زوجي لا يعلم أنني كنت ألبس نظارة لقد أخفيت الأمر عنه والزهور ستكشف الأمر وستضعني في حرج لا داعي له. تبسمت وأنا أستمع إلى العذر الحقيقي ولسان حالي يقول مسيكن الزوج آخر من يعلم.
(*)المشرف العام على مركز النخبة الطبي الجراحي/استشاري طب وجراحة العيون |