بعد نهاية الموسم الكروي الحالي بالنسبة للتحكيم والحكام السعوديين لفت نظري أحد الزملاء الأعزاء من الحكام حول إمكانية اجراء تحقيق تقييمي شامل لأفضل (عشرة) حكام من خلال أدائهم.. وأهم مميزاتهم.. وعدد مبارياتهم ودرجة أهميتها ونوعية القرارات ودرجة قوتها وقسوتها.. وهذه الحيثيات مجتمعة تحدد عطاء الحكم خلال مباريات الموسم بعد متابعة دقيقة لكل حكم.. حيث سبق وأن (قدمتُ) مثل ذلك في نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات الميلادية ولمدة ثلاثة أو أربعة مواسم عبر جريدة الرياض عندما كنت في بلاط صاحبة الجلالة قبل أن أهجرها وأدلف إلى عالم (السيادة والقيادة!!) التحكيمية وأتفرغ له.. وكان هذا التحقيق رغم تواضعه يحظى بتأييد من الاستاذ عبد الرحمن بن دهام رئيس لجنة الحكام أو رئيس (الظلمة!!) كما يجب أن يطلق عليهم وباهتمام ومتابعة من الحكام.. وإن كان الضعيف إلى مغفرة ربه يلاقي عتباً وصل لدرجة القطيعة من بعض الحكام الذين لا يرضيهم ترتيبهم أو ممن هم خارج القائمة وإن كان يهون عليَّ ذلك لأن علاقتي بالحكام لم تكن وطيدة في ذلك الوقت لعدم اهتمامي بالتحكيم وحداثة تجربتي فيه!! مع (صريح الاعتراف) بأن التقييم جهد فردي غير علمي لا يخلو من هواء النفس والشيطان -أعاذنا الله وإياكم منه- ومثل هذا العمل لا يمكن ان يتكرر في هذا الوقت وبصورة فردية اجتهادية فالمتلقي في زمن الانترنت والقنوات الفضائية والتطور التقني لم يعد بمستوى عقلية المتلقي قبل عقدين من الزمن!! أعان الله الآباء على الأبناء والأحفاد! حيث ان مصدر المتلقي سابقا المصدر الصحفي أما الآن تصدرت المصادر والحدث واحد وهذا ما يزيد كاهل الصحفيين وعالم الصحافة!! بالإضافة إلى ذلك فإن الحكام في هذا الزمن أصبح يقسمهم التخصص إلى فئتين، حكام وحكام مساعدين بل انتشر وسُمح للتخصص في تخصيص حكام للأندية وعدم تحكيم (حكاماً) لأندية والشواهد موجودة!! وكل (يحوش النار لقريصة!!) وما لكم إلا إلي يرضيكم!! فكيف يمكن تقييم حكم ومقارنته بحكم آخر، الفرص بينهما غير متكافئة حيث إن هناك حكاماً لا يقودون مباريات مهمة لعدم السماح لهم بقيادة مباريات أندية (محددة)!! وهذا يجعل التقييم غير عادل بين هذا الحكم وذاك الحكم الذي يقود كافة المباريات!! وكانت ردة فعل الزميل العزيز (هزة رأس!!) مع التمتمة بكلمات لم يعرف معناها غيره!!
وبالمناسبة فإنني ولهدف الاستفادة الإعلامية سوف أوضح الأسس أو الدليل الدولي للمراقب الفني في تحديد العلامة المستحقة للحكم والتقدير العام للمعرفة والاطلاع ليتسنى للجميع معرفة التقييم ووضع كل حكم في المنزلة التي يستحقها وبالذات هذا الموسم!! علماً بأن تصنيف أداء الحكام متفوق، ممتاز, جيد جداً, جيد, فوق الوسط, وسط وتحت الوسط, ضعيف وغير مقبول حيث ان الحكم المتفوق يجب ان يكون ذا أداء تحكيمي متفوق من كل النواحي القانونية واللياقية والجسمانية بعيداً عن كل الأخطاء ويستحق من 9.9 -10 درجات, أما الحكم الممتاز يتمتع بقيادة ممتازة وقرارات صحيحة ويستحق من 8.8 -9.8 درجات, الحكم الجيد جداً أداء تحكيمي مقنع ومعظم القرارات صحيحة يستحق من 8- 8.7 درجات, أما الحكم الجيدة قراراته إجمالا جيدة يحتاج إلى التطوير في مواجهة الحالات الصعبة يستحق من 7 -7.9 درجات، الحكم ذو المستوى فوق المتوسط صاحب أداء تحكيمي مشوب بالأخطاء التقديرية التي لا تؤثر على نتيجة المباراة ويستحق 6-6.9 درجات أما صاحب المستوى دون الوسط أداؤه غير مقنع واتخذ بعض القرارات الخاطئة المؤثرة في النتيجة ويستحق من 5 -5.9 درجات, وأخيراً الحكم الضعيف وغير المقنع وهذا لا يستحق الاستمرار في التحكيم حيث إنه لا يستحق أكثر من 4.9 درجات وهذا ولله الحمد غير موجود في الملاعب السعودية ويفترض ان لا يوجد في الملاعب بصفة عامة وبالمناسبة فإنني لا أعتقد أن هناك هواية أصعب من هواية مزاولة التحكيم فهي مهنة ليست ميسرة لكل شخص فهي تتطلب الموهبة الفذة والشجاعة والنزاهة والذكاء والفطنة والمقدرة الجسدية من لياقة وسمع وبصر أعان الله الحكام والقائمين على شؤونهم.
تناتيف
** اللقاء المرتقب الذي يجمع -ان شاء الله- فريقي الشباب والاتحاد على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وبعيداً عن حسابات الفوز والخسارة في مثل هذه المناسبات حيث ان وصولهما إلى المباراة الختامية ومثول منسوبي الفريقين أمام الحدث وبحضور وتشريف القيادة الحكيمة وأعضاء الحكومة الرشيدة كختام يفوح بشذى المحبة..
وعبق الولاء.. وعطر المودة بين الراعي والرعية.. وتجديد للعهد والوعد من الرياضيين في يوم عيدهم الموسمي كعادة سنوية يتجدد من خلاله الالتفاف الشعبي والتكريم القيادي في صورة من أجمل صور التلاحم والتواد وهذا هو الفوز والمكسب الحقيقي للجماهير الرياضية عامة وجمهور الفريقين خاصة.
** لا أشك ان رياضيي هذا البلد سيتابعون الحدث الأهم في يوم الرياضة السعودية بيد أنني كنت أعول على منسوبي الاتحاد عند برمجة النهائيات المراعاة قدر الامكان لأفضل الأوقات والظروف حيث ان الختام الكروي السعودي هذا الموسم لن يحظى بالمتابعة المعتادة من بعض المهتمين بالكرة السعودية بسبب تزامنها مع بطولة (يورو 2004!!) والتي تحظى بمتابعة كل الرياضيين على مستوى العالم العربي، ماذا لو تم تأجيل مباريات البطولة العربية اسبوعاً وهذا يتطلب برمجة دقيقة وبعيدة المدى؟!!
** لن أدعي شرف أولوية المطالبة باستحداث بعض اللجان المهمة داخل أروقة اتحاد كرة القدم (لجنة المسابقات, لجنة العقوبات, اللجنة الطبية واللياقة البدنية) حيث ان مثل هذه اللجان هي من أولويات الهيكل التنظيمي لمعظم الاتحادات القارية والأهلية.. التي أتمنى ان يتم استكمال استحداث البقية لتعمل في منظومة واحدة مرتبطة ببعضها وفق أسس علمية حديثة مع تمنياتي ان يرأس لجنة المسابقات رجل لا يخشى في الحق لومة لائم أو نقد ناقم..
** نخبة الحكام الأوروبيين يقودون منافسات (اليورو) من سيقود النهائي السعودي الكبير من الحكام الأوروبيين؟! سؤال موجه للمعنيين باتحاد القدم!
** إذا كانت لجنة الحكام الرئيسة لكرة القدم قد استبعدت من المعسكر المزمع إقامته بالباحة لـ(35) حكماً، ثلاثة من الحكام الدوليين (معجب والمرداس والعمري) والأخيران مرشحان جديران على القائمة الدولية بحجة سوء مستوياتهم إذا ما هي الأسس التي على ضوئها تم ترشيحهم؟ وأيضاً تم إبعادهم؟ أليس العمري آخر من قاد لقاء مهماً بين الأهل والنصر.. أين التقارير التي يتم التحدث عنها؟! كان من الأحرى من لجنة الحكام العمل على ضمهم للمعسكر لتطوير مستوياتهم.. لاسيما وانهم من الحكام الدوليين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم في المنافسات المحلية.
** من يسوق للآخر النادي الأهلي أم اللاعب ابراهيم السويد؟.
** الظروف الصحية الصعبة التي يواجهها اللاعب الدولي ولاعب نادي الوحدة محمد حوشان حيث يشكو من ضمور وضعف عام في عضلات العظام بحاجة إلى يد الخير والعطاء من أصحاب القلوب الرحيمة الذين يقدمون لأنفسهم الخير والأجر.
خاتمة
ما أضيف شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم.
|