بعد اطلاعي على نتيجة اختبار القدرات المرحلة الأولى لطلاب الثانوية تأكدت بشكل لا يدع مجالاً للشك ان هذا الاختبار تم اقراره للحد من القبول في الجامعات والكليات التي تشترطه، وانه سوف يكون حجر عثرة في طريق أولادنا، سواء كان الهدف منه هو الحد من القبول او غير ذلك، إلا ان النتيجة الواضحة هي الحد من القبول بشكل كبير.
فقد اعلن المركز ان الجامعات سوف تعتمد 70% من نسبة الثانوية العامة و30% من درجة القدرات.
وقد اعلن المركزان متوسط الدرجات لجميع الطلاب هو 65% وهذا يعني ان أكثر الطلبة حصل على درجات متدنية في القدرات هذا العام.
فلو فرضنا ان طالبا حصل على 100% في الثانوية العامة فإن تعبه سوف يذهب سدى لأنه لن يحسب له إلا 70% من نسبته التي حصل عليها طوال العام الدراسي وسهر الليالي، ومع ذلك كله يحسم عليه ثلث تعبه بدون وجه حق!
لماذا لا تقوم تلك الكليات والجامعات بعمل اختبار قبول وبموجبه تقبل العدد الذي تقرر وتترك الباقي، وتعلن لمن لم يُقبل انه اخفق في اختبار المقابلة؟
أما ان نختبر الطلاب قبل الاختبار، ثم يحصل على درجة متدنية في القدرات ويتم اعلامه بتلك الدرجة، فإنه في هذه الحالة سوف يصاب بالاحباط ولن يوفق بالتالي في اختبار الثانوية نتيجة للصدمة التي تعرض لها في اختبار القدرات لانه عرف مقدماً أنه لن يحصل على التقدير الذي كان يتطلع اليه.
في الحقيقة ان هذا الاختيار هو (امتحان) وليس اختبارا، اي أن كل تعب الطالب سوف يذهب سدى.
أنا أعرف طلبة متفوقين ومتميزين في دراستهم ولكن طريقة اختبار القدرات جعلتهم يحصلون على درجات متدنية.
فالطالب يعرف الإجابة ولكنه قد يخفق في طريقة كتابتها على النموذج الذي تم اعداده، حيث ان نماذج هذا الاختبار تحتاج الى التدريب عليها كثيراً، فلماذا يتم اجراء هذا الاختبار في هذا الوقت؟
لماذا لا يتم اجراء هذا الاختبار وتدريب الطالب عليه خلال المرحلة الثانوية منذ الصف الأول الثانوي؟ أما إذا كان الهدف من هذا الاختيار هو قياس القدرات فعلاً ولكن الهدف منه واضح!
انا متأكد انه لو جرت اعادة هذه الاختبار للطلبة بشكل تقليدي مثل ما تعودوا عليه في المدارس فإن النسبة سوف تكون أكثر بكثير مما هي عليه الآن!
وحقيقة لو كنت مبدعاً في الرياضيات لتحدثت عن النسبة التي يمكن قبولها، فمثلاً لو فرضنا ان طالبا حصل على (100% في الثانوية العامة) وحصل على (65% في اختبار القدرات) سوف تكون نسبته (70% + 19.5) = 89.5% أي انه لم يحصل على تقدير ممتاز، هذا إذا كانت طريقة حسابي صحيحة.
آخراً وليس أخيراً، حسبنا الله ونعم الوكيل على هذا الإجراء الجائر الذي سوف يقف في وجه شبابنا إلا اذا قوبل بلفتة كريمة من ولاة الأمر كما تعودنا في الأعوام السابقة.
في النهاية أود أن أشير الى الصعوبة التي يواجهها من يريد التسجيل للاختبار، وذلك لان دفع المبلغ المادي يقتصر على بنك واحد هو الراجحي، ولا يقبل البنك إلا التسديد عن طريق الصراف، فلماذا لا يتم الدفع لأي بنك أو يكون الدفع للمدارس أو إدارات التربية والتعليم تسهيلاً على الطلبة؛ لأن الكثير منهم ليس لديه حساب في بنك الراجحي؟
|