الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن العلم من أفضل القربات، ومن أجّل الطاعات وهو الدال على الصواب، المنجي من الضلال به يعرف الحلال من الحرام، والسنة من البدعة والواجب والمسنون والمكروه والمحرم به رفع الله العلماء (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) ولقد منَّ الله علينا في هذه البلاد بنعم عظيمة وآلاء جسيمه حيث ننعم بولاة أمر سهلوا العلم لطالبيه وقربوه لمبتغيه، يظهر ذلك في المناهج الدراسية ويتبين في الجامعات، ويتجلى في المساجد، دروساً ومحاضرات ندوات ودورات، حلقات تحفيظ القرآن تزخر بالحافظين، وترصدلها الجوائز، ويتبناها ولاة الأمر وفقهم الله - وتفخر هذه البلاد بوفرة العلماء والعاملين الأمناء الناصحين، الذين بذلوا أعمارهم وضحوا بأوقاتهم يعلمون الجاهل وينبهون الغافل يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فحري بالشباب أن ينهلوا من هذا المعين وأن يكتفوا بمن غزر علمه واستقامت عقيدته وصلحت نواياه حري بهم أن يثنوا الركب عن هؤلاء العلماء وأن يأخذوا من سمتهم في العلم والعبادة والأمر والنهي والحكمة والحنكة ياليت شبابنا يدركون ما يحاك ضد هذه البلاد وأهلها ويعلمون أن من أعظم أسباب الخروج من هذه الفتن إنما هو بلزوم كبار علمائنا وبطاعة ولاة أمرنا التي أوجبها الله علينا.
أسأل الله أن يحفظ ولاة أمرنا وعلماءنا وبلادنا والمسلمين من كل مكروه وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وصلى الله على نبينا محمد.
* نائب رئيس مجلس الأمناء ورئيس اللجنة التنفيذية لمؤسسة الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الخيرية |