تميل ثقافتنا المحلية عند احتكاكها بالجديد والطارئ إلى البحث عن مرجعية تاريخية أو أصول تاريخية لهذا الجديد، ومن خلال هذه المرجعية التاريخية فقط يلقى قبولا أو رفضاً قطعياً.
ولكن انتخاباتنا الصحفية الأولى لم تكن فقرة تلفازية نطالعها في إحدى ولايات الهند، أو إحدى جمهوريات الموز!! بل كانت قريبة في المنعطف المجاور، لابد أن تتوقف قليلاً وأنت ترى التاريخ يتشكل أمام عينيك، لحظة مضيئة وهاجة ستحفظها الكتب وستتحدث عنها الأجيال لاحقاً عندما تذكر أول انتخابات لمجلس إدارة هيئة الصحفيين.
أنا لا أريد أن أتحدث عن العيوب والثغرات والقصور، فالذي أعرفه بأن التجربة لا تولد بتمام اكتمالها ولكن عبر التجربة والخطأ وضمان قانون النشوء والارتقاء، سترمم العيوب، وتسد الثغرات، ويُتدارك القصور، المهم أنها هنا.. وبيننا وفي الشارع المجاور الذي يلي منزلنا وليست فقرة إخبارية ضائعة بين ركام الأخبار.
إن كان البعض يحب أن يحاكمها ويفسرها من منظور تاريخي فليرجع إلى الأضابير القديمة وإلا فليكتفِ بقانون الانتخابات قانونا إنسانيا حضاريا يدل على وعي الأمم وتقديرها لأفرادها.
هذه الهيئة ستلزم المؤسسات الصحفية بحفظ حقوق موظفيها، هذه الهيئة ستوصل المطالب إلى الجهات التنفيذية، هذه الهيئة ستحمي الصحفيين والكتاب من الفصل التعسفي أو الإيقاف عن الكتابة، هذه الهيئة ستقدم لهم غطاءً في حال المرض أو الضيق، هذه الهيئة ستطور من قدراتهم وستقدم لهم كل ما هو جديد على المستوى الإعلامي..
هل أسرفت في أحلامي؟؟
لكن هذا هو المتوقع والمرتقب.. ونحن ما نزال تحت تأثير فرحتنا العارمة النافرة بمولد هذا الكيان بيننا.. فقط هو بحاجة للدعم المؤازرة الإخلاص والكف عن التشكيك وإبراز العيوب.
والمجتمع بحاجة أيضاً إلى مزيد من الهيئات مثل هيئة المعلمين.. وهيئة الأطباء.. وهيئة المهندسين.. وهيئة كبيرة جدا تحمي أولئك الذين بلا عمل أو أمل.
|