* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص - محمد الدبيسي:
يتشرف رؤساء وأعضاء الحوار الوطني اليوم الثلاثاء بالسلام على صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بقصر سموه بجدة حيث يطلع سموه الكريم على التوصيات التي توصل إليها المشاركون والمشاركات في اللقاء الثالث للحوار الفكري الوطني.
وأكد نائب رئيس الحوار الوطني معالي الدكتور عبدالله بن عمر نصيف بعد ظهر أمس في المؤتمر الصحفي بمشاركة نائب رئيس الحوار الدكتور عبدالله العبيد أنه سيتم إعلان التوصيات عقب اطلاع سمو ولي العهد عليها مؤكداً أن التوصيات ركزت على أهمية تمتع المرأة بكافة حقوقها التي كفلها لها الدين، كما صدر عن المشاركين والمشاركات في الحوار الوطني بيان حول الأعمال الإرهابية التي تشهدها البلاد، حيث استنكر الجميع هذه الأعمال وطالبوا بضرورة تعاون الجميع للتصدي لها.
وقد صدر عن الحوار الوطني الثالث البيان الصحفي التالي نصه:
اختتم اللقاء الثالث للحوار الوطني جلساته مساء اليوم الاثنين 26-4-1425هـ، حيث تم مناقشة موضوع اللقاء وهو (المرأة.. حقوقها وواجباتها وعلاقة التعليم بذلك).
وشارك في هذا اللقاء خمسة وثلاثون عالماً ومفكراً ومثقفاً، وخمس وثلاثون متخصصة ومفكرة ومثقفة، وتم تقديم ثمانية عشر بحثاً.. مناصفة بين الجنسين. حيث نوقشت هذه البحوث خلال تسع جلسات وعلى مدى ثلاثة أيام، وفق آلية موضوعية للحوار، أتاحت للجميع طرح آرائهم بكل حرية وعلمية، بناء على المحاور التالية:
- المرأة.. الحقوق والواجبات الشرعية.
- المرأة والعمل.
- المرأة والتعليم.
- المرأة والمجتمع.
وقد تم التوصل إلى العديد من التوصيات من قبل المشاركين سوف ترفع بمشيئة الله تعالى إلى سمو ولي العهد.. حفظه الله.
وركزت التوصيات على أهمية تمتع المرأة بكافة حقوقها التي كفلها لها الدين الحنيف، وإلى الدعوة للفصل بين ما هو من الأعراف والعادات وما هو من الأحكام الشرعية, فالمعول عليه إنما هو على ما كان متفقاً مع تعاليم الدين الحنيف، وأفرزته الحياة المعاصرة من حاجات وأنماط من العمل والممارسات بما لا يخالف أساسيات الدين الحنيف، وأخلاقيات الأسرة والمجتمع في المملكة. وانطلق الجميع في طرحهم وحوارهم من مبدأ أهلية المرأة وقدرتها على المشاركة جنباً إلى جنب مع صنوها الرجل في بناء المجتمع والحفاظ على كيان الأسرة، وأنها كيان مستقل أعطاها الله سبحانه وتعالى كامل الحقوق الأهلية والجدارة بما يكفل أن تكون فاعلة ومنتجة ومسؤولة وقيادية، مثلها مثل الرجل إلا ما وردت فيه نصوص من الكتاب أو السنّة أو إجماع أهل العلم.
لقد ساد الجلسات رغم الاختلاف الإيجابي بين المتحاورين، مناخ من الاحترام للآراء والقبول بالرأي المخالف، حيث نتج عن ذلك النقاش تفهم مشترك لما تم الاختلاف حوله، وصاحبه ود متبادل.. وتفاؤل بالمستقبل وحرص من الجميع على العمل على كل ما من شأنه حفظ هذا الكيان ووحدته ومستقبله، وأن الجميع مهما اختلفت مشاربهم وآراؤهم، متفقون كل الاتفاق على مرجعيتهم الشرعية في كل الأمور، وعلى مرجعيتهم الوطنية، التي توجب عليهم العمل على تجنيب البلاد والعباد كل نذر الشر ونذر الاختلاف، وذلك يبدأ من الأسرة التي ركيزتها الأساسية المرأة الواعية القادرة.
ويثمن الجميع دعم القيادة الرشيدة لفكرة الحوار بين النخب الفاعلة في المجتمع، وترفع تقديرها وشكرها لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - على دعمه لهذه المبادرة النبيلة والرائدة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني - حفظه الله -.. صاحب فكرة الحوار وزارعها.. وراعيها..
كما يثمنون حرص سموه - حفظه الله - على توفير المناخ العلمي والموضوعي للحوار وعلى متابعته للقاءاته ونتائجه وينوه المشاركون بدعم وتشجيع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران - حفظه الله - لفكرة هذا الحوار.
ويتقدم المشاركون بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وكافة الإدارات والمؤسسات فيها على تقديم كافة التسهيلات لإقامة هذا اللقاء.
كما يقدرون الدور الفاعل لأمانة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على حسن التنظيم، وتطوير الآليات والنظم والإدارات التي لها الإسهام الكبير في التحضير لهذا اللقاء واللقاءات السابقة.
كما أصدر المجتمعون بياناً استنكروا فيه الأعمال الإجرامية التي تمارس على الصعيد المحلي والدولي.. وفيما يلي نصه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:
فإن العلماء والمفكرين والمثقفين الذين انتظم عقدهم في اللقاء الوطني الثالث للحوار الفكري بالمدينة المنورة في الفترة من 24-26 ربيع الآخر سنة 1425هـ الموافق للفترة من 12-14 يونيو 2004م، وهم يرون ما تعانيه بلادنا من أحداث وتفجيرات واغتيالات للمستأمنين وتدمير للممتلكات يرون ان من واجبهم إظهار موقفهم من هذه الأعمال الشنيعة، فهم على اختلاف اختصاصاتهم ووجهات نظرهم الفكرية، ومناطقهم يؤكدون ما قررته الشريعة من تجريم القائمين على هذه الأعمال وأن فعلهم من الافساد في الأرض، والله سبحانه يقول: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} (56) سورة الأعراف، وأن إزهاق النفوس المعصومة من أعظم أوجه الفساد، وعصمة النفس تكون بالإسلام أو العهد والأمانة والذمة والله عزّ وجلّ يقول:{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء، ويقول: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (32) سورة المائدة.
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنّة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً). رواه البخاري.
كما أن عصمة الأموال أصل ظاهر في الاسلام ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) رواه البخاري ومسلم.
وقد قرر العلماء هذه المعاني تقريراً ظاهراً حتى صارت معلومة من الدين بالضرورة.
والمشاركون في اللقاء إذْ يؤكدون هذا، يوصون بتفعيل الوسائل المفضية إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمع، وإبعاد رياح التشدد والغلو بما يحافظ على اللحمة الوطنية، وتماسك المجتمع في زمن كثرت فيه الدعاوى المحرفة للدين والمناقضة لمقاصده سواء أكانت من غلو الغالين أو انتحال المبطلين ويؤكدون أن وحدة هذه البلاد قائمة على أساس الإسلام عقيدة وشريعة، وأن ما تشهده المملكة العربية السعودية من أعمال إرهابية يجب أن يتكاتف الجميع لمعالجتها، وكشف القائمين عليها مع المعالجة العلمية الشاملة والمعمقة لهذه المشكلة التي شوهت الدين، وأقلقت الخلق.
نسأل الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وسوء إنه على كل شيء قدير. وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه.
|