* أسطنبول الجزيرة - محمد الشامي:
بدأ وزراء خارجية الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي اجتماعتهم في اسطنبول لمناقشة مجمل القضايا التي تهم العالم الإسلامي والتحديات التي تواجه المسلمين والمنظمة في القرن الواحد والعشرين.
وافتتح القمة الوزارية التي حضرها وزراء خارجية من سبعة وخمسين دولة إسلامية، الرئيس التركي احمد نجدت سازار، فيما اقام رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان حفل عشاء خاصاً على شرف الوفود المشاركة في القمة. ويبدو من الاجواء ان القمة ستشهد للمرة الاولى في تاريخها مناقشات جدية وذلك بسبب التحديات الصعبة والخطيرة التي تواجه العالم الإسلامي والمنظمة الإسلامية.
في هذا الاطار، أكد وزير الخارجية عبد الله غول ل (الجزيرة) على ضرورة تفعيل دور المنظمة اقليمياً ودولياً، مشيرا إلى اهمية اعادة النظر في مجمل الاساليب التقليدية التي تعود المسلمون عليها خلال معالجتهم مشكلاتهم الداخلية والخارجية. واعتبر غول الاصلاحات الديموقراطية شرطا اساسيا يساهم في مساعدة الشعوب والدول الإسلامية لحل جميع مشكلاتها. ووصف غول القمة الوزارية بانها (مهمة جدا).
وقال انه آن الاوان لدول العالم الإسلامي والمنظمة الإسلامية ان تستطيع مواجهة التحديات الخطيرة التي تهددها وتستطيع ان تؤدي دورا مهما في مجمل التطورات الاقليمية والدولية. ودعا غول الى تأييد القبارصة الاتراك ودعمهم. وقال ان انتخاب المرشح التركي اكمل الدين احسان اوغلو لامانة المؤتمر الإسلامي سيساهم في تفعيل المنظمة لما لتركيا من مكانة جغرافية مهمة اضافة إلى علاقاتها الواسعة مع اوروبا وجميع دول العالم الإسلامي. مصدر مقرب من الوفد السعودي المشارك في المؤتمر اعتبر ان (وزراء خارجية الدول الـ57 اعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي او ممثليهم سيؤكدون مجددا تمسكهم بمكافحة الارهاب الدولي مع التمييز بين الارهاب والمقاومة).
اضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان اقتراحات القرارات الختامية التي وزعت على الوفود تنص على ان منظمة المؤتمر الإسلامي تتعهد (مكافحة الارهاب الدولي وتدعو إلى عقد مؤتمر برعاية الامم المتحدة لتحديد مفهوم الارهاب والتمييز القانوني بين الارهاب والمقاومة).
وستصدر هذه الدعوة في وقت اقرت مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى الاربعاء (شراكة للتقدم ولمستقبل مشترك) مع منطقة الشرق الاوسط الموسع، وفق عبارة حلت محل (الشرق الاوسط الكبير) الذي اثار تحفظات القمة العربية التي انعقدت الشهر الفائت في العاصمة التونسية. وصرح مندوب دولة اسيوية ان هذه الشراكة التي ستمتد من باكستان الى موريتانيا مرورا بايران والعراق وسوريا ولبنان ودول المغرب، تعني الدول الإسلامية التي ستجدد في اسطنبول (رفضها جميع الاصلاحات المفروضة من الخارج)، مع الدعوة إلى (انفتاح سياسي اكبر) في هذه الدول. اضاف ان اقتراحات القرارات تندد من جهة اخرى ب'التفرد الاميركي وتؤكد مجددا انه لا يحق لأي طرف تقديم تنازلات لإسرائيل بشأن حقوق الفلسطينيين الوطنية) في اشارة إلى دعم واشنطن الخطة الاسرائيلية للانسحاب من قطاع غزة.
وقال المصدر ان منظمة المؤتمر الإسلامي ستؤكد مجددا دعمها ل'خارطة الطريق)، خطة السلام التي وضعتها اللجنة الرباعية (الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا) التي تنص على قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع اسرائيل. في غضون ذلك، استنفرت انقرة كل امكاناتها السياسية والديبلوماسية لضمان المزيد من الدعم لمرشحها لمنصب الامين العام للمنظمة الإسلامية اكمل الدين احسان اوغلو. ويتوقع المراقبون ان يتقدم على المرشحين الاخرين من بنغلادش وماليزيا بعد ان ابلغت دول عربية وإسلامية عدة تركيا تأييدها احسان اوغلو.
واشار المراقبون إلى اهمية موقف المملكة العربية السعودية في عملية التصويت لأحد المرشحين الثلاثة.
|