تدشين الجيل الثاني من الحاسبات

في مثل هذا اليوم من عام 1951م، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية للعالم أول حاسب آلي الكتروني رقمي مطور UNIVAC أو (الحاسب الأوتوماتيكي العالمي) الذي قام بتطويره كل من جيه بريسبر إكريتو جون ماوتشلي مخترعي ENIAC أو (الحاسب الآلي الرقمي الإلكتروني).
وقد تميزت تلك الحاسبات بكبر حجمها واستخدامها لآلاف الأنابيب المفرغة لاتمام العمليات الحسابية.
من المعروف ان البحث عن ادوات ميكانيكية للمساعدة في اتمام العمليات الحسابية بدأ منذ العصور القديمة.
حيث حاول كل من البابليين والصينيين والرومان تطوير العداد الرقمي العادي.
أما بالنسبة للعصور الحديثة، فأول ماكينة رقمية كانت في فرنسا عام 1642 وقام بتطويرها بعد ذلك الإنجليزي تشارلز بابادج في القرن التاسع عشر.
اطلق بابادج عليها اسم (الجهاز التحليلي) عام 1803.
كان من الممكن ان يكون اختراع بابادج هو أول حاسب آلي مبرمج لولا نقص التمويل المالي. بحلول عام 1920 قامت بعض الشركات مثل IBM بدعم الحكومة الأمريكية ببعض الأجهزة الميكانيكية لتساعدها في العمليات الحسابية المعقدة.
لكن هذه الأجهزة لم تكن بكفاءة الحاسب الآلي الرقمي الإلكتروني الذي انتجته شركة ABC (آتناسوف بيري كمبيوتر).
ويذكر ان حاسب ABC الذي اخترعه جون آتناسوف عام 1939 قادر على حل 29 معادلة بـ29 متغيراً.
تأثر كل من برسبر إكريت وجون ماوتشلي تأثراً كبيراً بعمل آتناسوف حينما بدؤوا في تطوير الحاسب الإلكتروني الرقمي عام 1943.
كان الممول هذه المرة هو إدارة المدفعية في الجيش الأمريكي والتي كانت في حاجة ماسة إلى طريقة أفضل وأسرع لحساب قوائم المدفعية.
في عام 1946 نجح إيكريت وماوتشلي في استكمال عملهم ليخرج ENIAC للعالم بتكلفة وصلت إلى 500 ألف دولار أمريكي.
بلغ طول الجهاز 15 ألف قدم و به 17 ألف انبوبة مفرغة إضافة إلى 6 آلاف محول كهربائي.
أول استخدام لENIAC كان في إتمام العمليات الحسابية في معامل لوس الاموس.
بعد هذا النجاح قرر إيكريت وماوتشلي إنشاء شركتهم الخاصة وبالفعل خرجت مؤسسة (إيكريت -ماوتشلي) للنور.
لكنها سرعان ما خسرت واضطروا لبيعها عام 1950 لشركة ريمينجتون راند.
بعدها بعام واحد انتجت ريمينجتون أول حاسب آلي UNIVAC لمركز الإحصاء الأمريكي.
وصل وزن الجهاز 16 ألف رطل واحتوى على 5 آلاف انبوب مفرغ. كما ان لديه القدرة على إتمام ألف عملية حسابية في الثانية الواحدة. كان أكبر نجاح لUNIVAC في نوفمبر عام 1952 حينما تنبأ بفوز الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور بالانتخابات الرئاسية على الرغم من الأصوات القليلة التي حصل عليها في البداية.
مع بداية الخمسينيات شهدت صناعة الحاسبات الآلية تطوراً مذهلاً. أصبحت الحاسبات أصغر حجماً وأخف وزناً وقادرة على انجاز آلاف العمليات في الثانية الواحدة.
استمر هذا التطور في الستينيات والسبعينيات إلى ان وصلنا إلى الثمانينيات وظهرت الحاسبات الشخصية والحاسبات الشخصية المحمولة.