في مثل هذا اليوم من عام 1940، استيقظ أهالي باريس على صوت يتكلم الألمانية يعلن عبر مكبرات الصوت عن فرض حظر التجول بالمدينة من الساعة الثامنة مساء حيث كانت القوات الالمانية قد دخلت المدينة واحتلتها.
حاول رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت وينستون تشرشل لعدة أيام إقناع الحكومة الفرنسية بالتماسك وعدم توسل السلام من الالمان وبأن أمريكا قد دخلت الحرب وبالتالي ستهب لنجدتهم. بعث رئيس الوزراء الفرنسي بول رينود برقية للرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت يطلب النجدة عن طريق إعلان دخول الولايات المتحدة الحرب، وإن لم يكن ذلك ممكناً فلتقدم لفرنسا أي مساعدة ممكنة.
رد روزفلت بأن الولايات المتحدة كانت تستعد لإرسال مساعدات مادية وأنها كانت تريد الاعلان عن هذا الوعد على الملأ. إلا أن وزير الخارجية الامريكي كورديل هال رفض هذا الاعلان لأنه كان يعلم أن هتلر، مثله مثل الحلفاء، سيعتبر هذا الاعلان ما هو إلا مقدمة لإعلان رسمي للحرب.
وبالفعل، وعلى الرغم من أن تلك المساعدات كانت في طريقها إلى الحلفاء، الا انه لم يتم الاعلان عن هذا الالتزام رسميا.
ومع دخول الدبابات الالمانية الى باريس، كان مليونا باريسي قد هربوا من المدينة بالفعل. وسرعان ما بدأ الجوستابو الالماني (البوليس السري النازي) مهامه في باريس من عمليات إعتقال واستجوابات وتجسس، وبدأ الصليب المعكوف العملاق (شارة الحزب النازي الالماني) يرفرف تحت قوس النصر.
وبينما كان اليأس يملأ نفوس الباريسيين الذين علقوا داخل مدينتهم، بدأ الامل يداعب الفرنسيين في غرب البلاد في تحرير بلادهم بعد دخول القوات الكندية لهذه المناطق. كما أن الولايات المتحدة لم تعد بلا فائدة تماماً، حيث أعلن الرئيس روزفلت في ذلك اليوم عن تجميد أصول أموال ألمانيا وإيطاليا في الولايات المتحدة.
|