تهتم النساء كثيراً بجمالهن لذلك عندما تلاحظ المرأة زيادة في شعر الوجه أو الجسم فإنها تسارع إلى زيارة أطباء الجلدية أو صالات التجميل للبحث عن حل لهذه المشكلة، ولكن للأسف فإن الشعرانية لا تعتبر مشكلة تجميلية فقط وإنما مشكلة غدية تترافق في حالاتها البسيطة مع اضطرابات في الدورة الشهرية وزيادة إفراز الهرمونات الذكرية من مبايض لا اباضية، أما في حالاتها الشديدة والتي تترافق مع مظاهر الترجل مثل خشونة الصوت-الصلع - ضخامة البظر فهي نادرة وعادة تكون ثانوية لفرط تصنع الغدة الكظرية أو أورام مفرزة للهرمونات الذكرية في الكظر أو المبيض.
وتساهم القصة السريرية الجيدة في الوصول إلى سبب الشعرانية. فالمرأة التي تشكو من اضطراب في الدورة مترافق مع شعرانية وأحياناً تأخر الحمل أو إفراز الحليب من الثدي غالباً ما يكون السبب هو اللا إباضة والمبيض متعدد الكيسات، أما الحدوث السريع للشعرانية ومظاهر الاسترجال عند شابة 25 سنة فهو يدل على أورام مفرزة للهرمون الذكري في المبيض أو الكظر، بينما حدوث الشعرانية قبل سن البلوغ يدل على فرط تصنع قشر الكظر الخلفي. ويجب أن نسأل أيضاً عن استعمال أدوية معينة مثل الأندروجين أو الدانازول) فهذا يشير إلى سبب دوائي للشعرانية، أما عن تشخيص الشعرانية فهو يعتمد على إجراء بعض التحاليل المخبرية وأهمها عيار الديهدروانروستيرون سلفات وعيار الاندروجين الكلي أو الحر. أما بالنسبة لعلاج الشعرانية فيكون بتحريض الإباضة عند المريضات اللواتي يرغبن في الحمل، أما المريضات اللواتي لا يرغبن في الحمل فيمكن استعمال حبوب منع الحمل، وإن كان هناك أي مضاد استطباب لاستعمالها أو عدم الرغبة في استعمالها فيمكن الحصول على نتائج جيدة باستعمال مركبات البروجسترون.
وأخيراً فإن العلاج الدوائي يفيد في منع ظهور شعور جديدة أما الشعور القديمة فتحتاج إلى علاج بالحل الكهربائي وفي النهاية فإن المشاركة بين العلاج الدوائي والكهربائي يعطي أفضل النتائج.
( * ) أخصائية النساء والولادة بمستشفى الحمادي بالرياض |