* ما هو الفرق بين الروح والنفس؟
و. ع. - الرياض:
* هناك أمور غيبية نؤمن بوجودها ولا نستطيع أن نشعر أو نحس بها بأحاسيسنا المعتادة؛ لأنها قاصرة عن إدراكها، مثل الجن والملائكة. وكذلك الروح التي تسري في أجسادنا لتمنحنا الحياة، وإذا خرجت فارقنا الحياة؛ لأنها سر الحياة لأي كائن حي، ولكننا لا نستطيع أن نفهم ماهية طبيعة وصفة الروح؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}؛ لأنه نفخ فينا من روحه سبحانه وتعالى حينما خلق أبانا آدم، وهو وحده الذي يملك هذه الروح التي تسري في أجسادنا، وإذا متنا توفاها الله عنده سبحانه وتعالى لتعود كل روح لجسدها يوم القيامة بإذن الله. إذاً هذه الأرواح سواء كانت طيبة أو خبيثة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فلا نعرف كيف تدخل الجسد ونحن أجنة في بطون أمهاتنا، ولا كيف تخرج عند الموت، وكيف تعمل داخل أجسامنا كي نظل أحياء. كل ذلك أمور غيبية نؤمن ونسلم بها، فلا داعي للتفكير وشغل البال في هذه الأمور.
أما النفس البشرية فهي ليست مستترة تماماً مثل الروح، بل فيها أمور كثيرة نشعر ونحس بها وفي نطاق إدراكنا الآن، ويزداد ذلك يوماً بعد يوم مع التقدم العلمي والطبي؛ لأنها مجموعة من الصفات والسلوكيات البشرية سواء كانت سلوكيات طبيعية أو سلوكاً مرضياً. وكما نعلم بأن الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان بالعقل الذي يتحكم في خصائص وطبائع الإنسان وسلوكياته على كافة الجوانب، فالنفس البشرية هي التي تتحكم في العواطف والانفعالات والمشاعر والأحاسيس من حب وكراهية أو حقد وتسامح أو مودة وغيره وحسد، وكذلك الفرح والحزن. هي التي تحكم التفكير والفهم والتصرفات. عموماً النفس البشرية مدركة، وقد صنفها المولى عز وجل لعدة أنواع، منها النفس المطمئنة والنفس اللوامة والنفس الأمارة بالسوء، وكما يقول الله سبحانه وتعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}. فإذا مرضت النفس البشرية تحتاج للعلاج سواء كان إيمانياً أو طبياً. ونتمنى أن تظل نفوسنا زكية مطمئنة دائماً وأبداً إلى أن نلقى الله.
|