في ظل تسابق الآخرين للفوز بالصفقات
(النصر) ما زال بانتظار النجم السوبر

* الرس - أحمد الغفيلي:
بنهاية الموسم الرياضي تكثف الاندية جهودها للدخول في منافسة مشروعة لكسب صفقات محلية تدعم بها صفوفها.
* وتتركز الانظار عادة صوب الأندية الجماهيرية على اعتبار انها الأكثر قدرة مادية وتحظى بدعم شرفي ولها حظوة اعلامية وقاعدة جماهيرية وتربطها علاقات ثنائية خاصة واتصالاتها ممتدة وكل لاعب يتمنى ان يقوده ما في قدميه في مهارة وموهبة للفت انتباه مسؤولي الاربعة الكبار ومن ثم الانضمام لاحداها وفق خيارات معينة قد تبرز احداها عن الاخرى مرتبطة بتواصل الانجازات والحضور القوي وبحث اللاعب عن الافضل ومحتوى العرض المادي والتعامل الاحترافي والاستفادة من تجارب سابقة وما يطفو على سطح كل منها من مشاكل مادية، كتأخر الراتب الشهري وحجم الخصومات ونوعية العقوبات والحوافز والمكافآت، والأهم مقدرتها على المنافسة ونيل الالقاب كهدف يسعى له كل ممارس للنشاط الرياضي.
* وبخلاف الزعيم والقلعة والعميد ونجاحها في قيد اسماء دولية شهيرة وتمكنها من كسب ود وقبول معظم الخيارات المتاحة للانتقال تضاءلت فرص الفارس في المواسم الخمسة الاخيرة ولم تعد حظوظه كما هي في عهد الادارة السابقة برئاسة الامير فيصل بن عبدالرحمن الذي برع في جلب فهد النشيان من الهلال اضافة إلى شراء عقود المهلل وسعد الشهري وفؤاد أنور ومنصور الموسى والداود والتي رحلت جميعاً ولم تواصل الركض وفضلت الابتعاد والاعتزال باستثناء الاخير.
* وبالرغم من توفر العديد من المعطيات التي تدعم موقف النصر حالياً وتعينه على انهاء التفاوض لمصلحته الا ان الاضافة في كشف القيد النصراوي بقي في حدود الحصول على توقيع الشويع والخثران والزهراني والحلوي والسلامة والجنوبي واحمد الخير وتميم وغيرها من العناصر التي اجتهدت وحاولت ولكن تواضع امكانياتها وقدراتها ومقارنتها بما تم جلبه من عناصر دولية وما تضمه القائمة سابقاً من نجوم مؤثرة كالهريفي ومحيسن والمطلق وماجد ومطالبتها بقيادة الاصفر وانهاء معاناته الممتدة لسبع سنوات عجاف وتجديد علاقته بالتتويج ساهم في محدودية الاستفادة منها بل واعتبار استمراريتها تأتي في غير صالح الاصفر ومؤشرا لامتداد جفائه وخصامه مع منصات الابطال ودلالة على بقاء سجله الشرفي دون اي اضافة مما ينذر بتراجعه مجدداً وتنازله عن موقعه رابع القائمة في ظل منافسة الشباب والاتفاق.
* ولعل أهم ما يمكن ان يسهم في تقوية ودعم موقف النصر في التفاوض فيمكن اختزالها في:
- خبرة الادارة النصراوية وتجربتها بقيادة الرمز الامير عبدالرحمن بن سعود.
- توفر دعم مادي لا يقل عن ما بحوزة الاندية المنافسة للنصر في مجال التفاوض.
- قدرة النصراويين على شحذ همم اطراف اخرى.
- انتهاء الموسم الكروي النصراوي وفراغه مبكراً من ارتباطاته المحلية في مقابل انشغال منافسيه محلياً وخارجياً وكثرة التزاماتها عربياً وخليجياً وآسيوياً مما يقلل من حجم متابعة كوادرها الادارية والفنية للانشطة المحلية وهي وضعية ظلت ملازمة لسنوات لم يتم استثمارها واستغلالها.
* الا ان اسلوب وطبيعة الخطاب النصراوي المعتاد عادة ما يفرز العديد من المواقف المضادة والتي تظهر كعوائق يتخذها مسؤولو بعض الاندية كذريعة لعدم الدخول في مفاوضات رسمية ومنهجية مخطط الاصفر والذي يرتكز على تقديم مصلحة النصر وتفضيلها واغفال حتى الطرف الآخر في جني الفائدة الاكبر كمردود طبيعي للوصول لقناعة التفريط في لاعب يمثل ركيزة اساسية وله نصيب من النجومية ويستحق ان تسارع اندية النخبة لقيده في كشوفاتها.
* وللاستدلال فمراحل التنافس الهلالي النصراوي للفوز بصفقة حارس القرن وسيد حراس آسيا اكثر اللاعبين السعوديين فعالية ومساهمة في منجزات المنتخبات السعودية بدرجاتها المختلفة الاسطورة محمد الدعيع لا زالت عالقة في الاذهان فالنصر عمد للاتصال المباشر بالدعيع وإغرائه وركز جهده صوب تقديم عرض مادي كبير لاقناعه بالتوقيع على ان ينال الطائي نصيبه وفق ما تحدد مسطرة الاحتراف المتعارف عليها فيما سارت المفاوضات الهلالية بمنطلق حفظ حق فارس الشمال والجلوس على طاولة النقاش وهو ما رجح كفة الازرق وعجل بمبادرة الدعيع التوقيع للهلال تقديراً له للوضوح والشفافية وبالمثل سعد الدوسري واحمد خليل ومرزوق العتيبي وعبيد الدوسري والودعاني وحسن العتيبي ودوصو وغيرهم.
* ومع تجدد اقحام النصر نفسه في مفاوضة عناصر دولية كان من المأمول ان تأخذ مسارا جديدا يتلاءم ومرحلة الاحتراف وحجم العروض ويتم الاستفادة من احباطات المرحلة الماضية وبخاصة ان الاصفر اقدم على مفاوضة نجم واعد هو الابرز حالياً وركيزة اساسية للمنتخب الاول وبمحاذاة منافس من الصعب التفوق عليه كالاتحاد ومن يمتلك حق انهاء واستكمال الانتقال القدساوي ممثلاً برئيس هيئة اعضاء شرفه احمد الزامل الخبير والمتمكن ورئيس مجلس ادارته الاكثر ذكاء ودهاء وحنكة وقدرة على ادارة دفة المفاوضات بما يجلب اكبر فائدة لناديه ولنجومه جاسم الياقوت الا ان العرض الاصفر والمتمثل في مقايضة الحلوي والشهري بالدولي القحطاني والاتكاء على فرضية استغلال موقف معين لا علاقة بالكيان القدساوي به من بعيد او قريب كوسيلة ضغط في زمن المال وحده القادر على الحسم والمفاضلة احبط المحاولات النصراوية ومعها آمال وتطلعات الجماهير التي راودها حلم ارتداء ياسر لقميص فارس نجد.
* ولأن النصر يمثل، كالهلال والاهلي والاتحاد والشباب والاتفاق والبقية من الاندية الداعمة للمنتخبات الوطنية والمصنفة في قائمة السجل الشرفي وعنفوانه وقوته ستعود ايجاباً في صالح المنافسة المحلية ولا سيما في نطاق التنافس الثنائي مع شقيقه الازرق والتي فقدت الكثير من اثارتها وجماليتها لابتعاد الاخير وزيادة رصيده البطولي وبفارق تجاوز الضعف لذا فالمأمول ان تنجح المساعي النصراوية بقيادة الرمز الامير عبدالرحمن بن سعود في معاودة البحث عن عناصر محلية لدعم صفوف النصر وتدارك اخطاء الماضي والقناعة بأن الزعيم والعميد والقلعة لم تكن لتصل لهدفها لولا قراءتها الواقعية والمنطقية وتعاملها الجدي وقبل ذلك ايمانها بأن الفرصة قد لا تأتي الا مرة واحدة والموهبة من النادر ان تتكرر والا لما مكثنا سنوات لننتظر اطلالة قائد بحجم الهرم النعيمة وهداف بمستوى السهم ماجد ومبهر بمكانة الجابر والقائمة تطول.