عاصفة تهب حارة قوية تصيب الجسد كله بالشلل التام ولايستطيع الانسان حتى إدراكه ولِمَ أتى وما أسبابه؟
والمفاجأة منه قاتلة فلكل شيء في هذه الأرض سبب وحين يدرك الانسان سبب أي موقف في حياته تهدأ نفسه وان كان ذلك السبب جرحا لنفسه.
ان الوقوف عند سبب المشكلة وإدراكها تماماً هو جزء كبير لحل المشكلة, وهذا ما أكده علماء النفس مثل العالم الكبير فرويد (ان معرفة المشكلة هي نصف الحل).
لماذا تهاب المرأة ان يقال عنها مطلقة في حين لا يأبه الرجل ان يطلق عليه مطلق.
عودنا من الصغر ان هناك فرقاً في التربية بين الذكر والأنثى في حين ذكر في القرآن ان العقاب والثواب لهما واحد, فلم هذه التفرقة؟
ان هبوب العاصفة الطلاقية لا يعنى نهاية المطاف للمرأة أو الرجل ولابد ان يأتي وقت ويصفو الجو وتعود الحياة كما كانت وربما اجمل.
حقيقة ان الطلاق الفعلي قد يهز كيان الأسرة في الوهلة الأولى لكنه أحيانا يكون حلا أفضل لجميع أفراد الأسرة, فكم هناك من أسر تسكن في بيوت فاخرة وغير فاخرة وكلاهما مطلق حسيا مع الطرف الآخر, فالطلاق الحسي هو افظع بكثير من الطلاق الفعلي أو الشرعي, ان الطلاق الحسي يجعل الانسان يائساً فاقداً لبريق الحياة متألما في كل لحظة لما آلت إليه علاقتهما الزوجية ومتى يزول الألم, لكن الطلاق الشرعي قد يكون فظيعا لكن الألم سوف يزول يوما ما.
إن المرأة التي استطاعت ان تتحمل آلام الوضع والولادة ليست ضعيفة كما يظنها البعض فهي قد تكون ضعيفة في القوة الجسدية أمام الرجل لكنها أبدا ليست ضعيفة في فكرها وقدرتها على العطاء, فلماذا نرى دائماً من يتهم المرأة بالضعف وقد قال نابليون عنها ان (اليد التي تهز المهد قادرة على هز العالم) وفي إسلامنا هناك الكثير من النساء المسلمات اللاتي أثبتن جدارتهن على القوة والشجاعة مثل الخنساء التي قُتِل أولادها في إحدى المعارك وحمدت الله وقالت (الحمدلله الذي شرفني بقتلهم وأرجو ان يجمعني بهم ربي في مستقر رحمته).
كتابتي اليوم ليست دفاعا عن المرأة ولكن تذكير بأن تحافظ على مكانتها وحقوقها دون تخاذل أمام العواصف وما أجمل ان تحافظ على تلك الصفات التي ذكرت في بعض ابيات للدكتور غازي القصيبي في قصيدته (كل النساء).
كيف تحوي ثورة النار.. على
رقة الماء.. على حلو الحياء؟
كيف تحوى غضب الريح على
طيبة النسمة.. فوق الكبرياء؟
أنت ما حيرتني وحدي أنا
أنت حيرتي جميع الشعراء! |
ولتتذكر المرأة ان كل من فقدت زوجها لأي سبب من الأسباب إذا كانت راعت ربها في زوجها وخذلها ان تدعو الله ان يبدلها بخير منه كما دعت أم سلمة حين توفي زوجها (اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها) فأبدلها الله زوجا خيرا من زوجها وكان أفضل الرجال جميعا سيد الأنبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصبحت من أمهات المؤمنين.
|