* الرياض - الجزيرة :
تواصلاً للخطوات الحثيثة لدعم العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وتعزيزها ، وفي إطار الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين قام وفد رسمي من المملكة العربية السعودية برئاسة معالي وزير العدل الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ بزيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية استغرقت عدة أيام ؛ تلبية لدعوة من رئيس السلطة القضائية الإيراني سيد محمود هاشمي شاهر ودي لدى زيارته للمملكة وتوقيعه اتفاقية التفاهم العام الماضي.
وضم الوفد المرافق لمعاليه خلال الزيارة معالي رئيس هيئة الرقابة والتحقيق محمد بن عبد الله النافع ومعالي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الله بن محمد المطلق ومعالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام محمد بن سليمان المهوس ومعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد بن سعد السالم وعددا من المسؤولين من وزارة العدل وديوان المظالم وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية.
وكان في استقبال الوفد لدى وصوله طهران معالي وزير العدل الإيراني إسماعيل شوشتري وعدد من المسؤولين الإيرانيين وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيران الدكتور ناصر بن احمد البريك.
وقد عقد معالي الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ والوفد المرافق له جلسات مباحثات رسمية مع رئيس السلطة القضائية سيد محمود هاشمي شاهرودي وأعضاء السلك القضائي الإيراني ، حيث جرى بحث الموضوعات المتعلقة بإدارة القضاء.كما التقى معالي وزير العدل والوفد المرافق له خلال الزيارة فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيد محمد خاتمي الذي رحب بمعاليه والوفد المرافق ، وجرى تبادل الأحاديث حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك التي من شأنها تعزيز وتوسيع العلاقات القائمة بين البلدين وبخاصة في مجال الشؤون القضائية ، وقال فخامته : إن البلدين حققا خطوات مهمة نحو تعزيز التعاون في جميع المجالات وان ذلك من شأنه ان يخدم مصالح الشعبين والعالم الإسلامي قاطبة.
واشار إلى الأوضاع الحساسة التي تمر بها المنطقة قائلا : ان الإسلام يواجه حاليا أخطارا كبيرة منها ظهور حركات متشددة تحمل أسماء إسلامية ولكنها تسيء بأعمالها إلى الإسلام والمسلمين ، وأكد الرئيس خاتمي على ضرورة تعاضد وتكاتف البلدان الإسلامية لمواجهة المحاصر التي تهدد المسلمين وقال : على البلدان الإسلامية ان تعلن براءتها من الأعمال الإرهابية التي تقوم بها بعض الحركات المتطرفة داخل العالم الإسلامي ، وان تتعاون لمواجهة الحرب العلنية والخفية التي يواجهها الإسلام والمسلمون على مختلف الأصعدة .. وان التعاون بين المملكة العربية السعودية وإيران في هذا الصدد له ثقل كبير في درء الأخطار التي تواجهها الأمة إن شاء الله.
كما التقى معاليه برئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام بالجمهورية الإسلامية الإيرانية سيد علي أكبر هاشمي رفسنجاني وتم تناول الموضوعات التي تسهم في تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين وبحث اوجه مجالات التعاون في المجال القضائي ، كما جرى تناول القضايا الإسلامية مؤكدين أهمية تعزيز أواصر التعاون بين الدول الإسلامية.
وقد أكد معالي وزير العدل خلال اللقاءات على ضرورة تعزيز التعاون بين طهران والرياض في جميع المجالات وقال : ان تمتين التعاون بين البلدين يخدم مصالح الشعبين وجميع شعوب العالم الإسلامي ، وأبرز معاليه أهمية اتفاقية التعاون القضائي الموقعة بين البلدين مطالبا باستمرار التشاور بين البلدين حول القضايا الدولية والإقليمية ومنها حقوق الإنسان.وخلال الزيارة حضر معالي وزير العل حفل الغداء الذي أقامه تكريما لمعاليه والوفد المرافق سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيران الدكتور ناصر البريك ، كما حضر معاليه حفل العشاء الذي اقامه رئيس السلطة القضائية الإيراني وذلك بقصر الشاه في طهران.
الجدير بالذكر انه تم العام الماضي بالرياض توقيع مذكرة تفاهم في مجال العلاقات القضائية بين وزارة العدل بالمملكة والسلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى زيارة رئيس السلطة القضائية الإيراني محمود هاشمي شاهرودي والوفد المرافق له للمملكة والذي ضم معالي نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية ووزير العدل الإيراني ووزير التجارة ورئيس الجانب الإيراني في اللجنة السعودية - الإيرانية المشتركة ورئيس المفتشية العامة الإيرانية ورئيس الهيئة القضائية للقوات المسلحة وعدداً من المسؤولين بالسلطة القضائية الإيرانية.
وتضمنت المذكرة تبادل المعلومات المتعلقة بالتنظيم القضائي والنماذج المتعلقة بالأحكام القضائية ، إضافة إلى تبادل التجارب في مجال إدارة القضاء والتشاور بين البلدين عند انعقاد اللقاءات الدولية والتنسيق في مجال حقوق الإنسان الإسلامية ، بالإضافة الى تبادل المعلومات في مجال الإصدارات والمطبوعات والصحف الرسمية المتعلقة بنشاط المحاكم ، وتبادل الزيارات بين المسؤولين في الجانبين.
|