يكاد يمرُّ أسبوع على تفجُّر الفضيحة الجديدة للعقيد معمر القذافي دون أن نسمع استنكاراً من مسؤول عربي..ولا حتى من جامعة الدول العربية لفعلة القذافي الشنيعة..!!
كل ما نشر لمثقفين ومفكرين عرب ، وهؤلاء رغم ما يمثلونه من (ضمير للأمة) إلا أنه ضمير مغيَّب لهيمنة الضمير الرسمي حتى الآن يوازن بين المصالح الذاتية.. والمصالح القومية.. والقيم العليا.
طبعاً ستكون الغلبة حسب الترتيب كما أوردناها.
أولاً: المصالح الذاتية: وهنا نتساءل..هل من مصلحة الرسميين العرب السكوت عن أحد المنحرفين لمجرد أنه واحد منهم ولايزال يحتل منصب رئيس دولة..!! ألم يأخذوا درساًمما فعله المنحرف السابق صدام حسين،أم أن هؤلاء الرسميين يتخوفون من أن يرسل إليهم القذافي إحدى عصاباته الإرهابية ليغتالهم.
ثانياً: المصالح القومية: وهنا لابد من التأكيد على أن ما يسمى بالمصالح القومية أصبح مصطلحاً بلامعنى،وإلا فأين هي المصالح القومية مما فعله أقران القذافي الذين خرجوا على كل اتفاقيات التعاون العربي المشترك ومنها اتفاقية الدفاع المشترك التي اغتالها صدام حسين، في حين يغتال القذافي ومع سبق الإصرار الاتفاقيةالعربية لمكافحة الإرهاب فالعقيد متمرس في ترتيب المؤامرات وبالتالي فإن الدفاع عن المصالح القومية يفرض على الرسميين العرب ليس شجب واستنكار أفعال الإرهابي القذافي،بل العمل على تنفيذ بنود الاتفاقية التي تفرض على ليبيا أن تسلِّم كلَّ مَنْ له علاقة بهذه المؤامرة الإرهابية وعلى رأسهم قائد الإرهاب العقيد معمر القذافي. وإذا رفضت ليبيا فعلى الرسميين العرب مقاطعة مَنْ كان ينظر إليهم نظرة علوّ وعجرفة تكشف ماكان يُكنِّه لهم ..!!
ثالثاً: القيم العليا: وهناأيضا يجب التأكيدعلى أن الالتزام بالقيم يفرض ليس على الرسميين العرب بل على كل عربي شريف أن يبادر إلى لفظ العقيد القذافي والتبرُّؤ منه، فالعربي الحقيقي لا يدبر المؤامرات بالظلام، ولا يدفع الأموال لاغتيال قادة العرب. ولا يموِّن الجماعات الإرهابية لقتل الأبرياء في البلدان العربية، ويقوِّض الاستقرار في بلاد العرب والمسلمين.
الرسميون العرب كالعادة سيظلون وقتاً طويلاً (يحسبوا) العملية وهذا ديدنهم وتلك حساباتهم ولكن الذي نريده كمواطنين سعوديين أن يتم الكشف عن كل تفاصيل مؤامرة القذافي الدنيئة، وكل الأفعال المشينة وخاصة دعمه للجماعات الإرهابية في المملكة، فالمواطنون يترقبون أن يكشف عن كل شيء عن أفعال هذا الإرهابي, فلا مجال بعد الآن للمجاملة.. ولا مجال للصمت.. وإذا كنا نطالب الرسميين العرب بموقف واضح، فالأجدر أن نطالب بالكشف عن كل شيء فيما يتعلق بأفعال القذافي المعادية لبلادنا وشعبنا وقيادتنا.
|