الشباب هو عنوان الأمة ومجدها وهو الذي يؤثر في المجتمع، فإن كان صالحاً صلح مجتمعه وحسن، وإن كان الشباب فاسداً فسد المجتمع وهلكت الأمة وهنا يتبين دور الشباب في بناء الأمة وصيانتها من الشوائب التي تعلق بها، فالشباب المؤمن يجب أن يكون شعلة قوية في هذا المضمار، يجب عليه الدعوة إلى الإسلام والتحذير من التأثر بالغزو الثقافي وبحضارة الغرب المادية وتحذيرهم منها واخبارهم انها حضارة مادية وأن الحضارة الروحية هي حضارة الإسلام الشامخة.
والشاب الذي اعتنق المذاهب الهدامة لا يجب أن يتركه الشاب المسلم، بل يجب أن ينصحه ويتقرب إليه ويحذره حتى يميل إليه.. والشباب هو عنوان الثبات في التاريخ الإسلامي وهو مليء بالحوادث من هذا النوع وأول دليل على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ومنهم مصعب بن عمير وقصته هي أن قريشا ظفرت به من بعض القبائل التي بعث إليها ليفقهها فصلبوه على خشبة استعداداً لطعنه بالرماح وقبل أن يقتلوه ساوموه في دينه وحاولوا أن يزعزعوا إيمانه إذ عرضوا عليه اعفاءه من القتل إن هو رجع عن دينه وتبرأ من محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث قالوا له: (ارجع عن دينك نخل سبيلك وإن لم ترجع لنقتلنك). فكان جوابه جواب الشاب المؤمن الصادق الذي يستعذب الموت في سبيل الله: (إن قتلي في سبيل الله لقليل). ورفض المساومة. وقبل تنفيذ القتل طلب منهم أن يمهلوه كي يصلي ركعتين ففعلوا، فصلاهما وأحسنهما ثم أقبل على المشركين وقال لهم: (أما والله لو لا أن تظنوا أني إنما طولت جزعاً من القتل لاستثكرت من الصلاة). وقبل أن يقتلوه تمثل رضي الله عنه بهذا البيت:
فلست أبالي حين أقتل مسلماً
على أي جنب كان في الله مصرعي |
ثم قتلوه بالرماح - لعنهم الله - وهنا يتبين لنا ثبات ذلك الشاب المسلم الذي اختار الموت في سبيل الله على ترك دينه والحياة الزائلة، وهنا انتصرت الروح على المادة والعقيدة على الألم وعلى جوانب الحياة.. والخير والشر مخلوقان من يوم خلق آدم وامتنع ابليس عن السجود له..
فيجب على شباب المسلمين أن يكونوا واعين مثقفين صامدين ضد الغارات على الإسلام وأن يتمسكوا بأخلاقهم لئلا يصيبهم الانهيار.
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
|