أولادنا.. أكبادنا تمشي على الأرض.. هذه حقيقة لا ينكرها إلا الذين خلت قلوبهم من العطف.. والشفقة.. وأصبح مفهومهم عن الأولاد أنهم من سقط المتاع.. والحديث الآن لا ينصب على الدور الذي يجب أن يقوم به الأبوان في جميع المجالات فإن ذلك يستغرق وقتاً طويلاً.. كطول المراحل التي يتدرج بها هذا الكائن منذ طفولته حتى استقامته.. ولكن حديثي في عنصر خاص هو منح الأطفال من الريالات ما يجعل أذهانهم دائماً متعلِّقة بالمادة.. ينتظرها الطفل من يدي أبويه.. ومن البعيدين عنه.. وهذه العملية وإن كان هدفها حسناً.. فإن نتائجها سيئة.. نحن نحب الأطفال.. ونسهر لراحتهم.. وهذا قليل من العواطف الكامنة في قلب الأبوين.. ولكن لا يعني حب الطفل أن تتسبب في سوء سلوكه.. إن إغداق المال على الأطفال يسبب مضارَّ كثيرة.. منها تعويد الطفل على الاستجداء.. فهو يطلب الريال من جاره.. ومن المارة. ثم إنه إشعار للطفل بأن الريال يأتي تلقائياً دون عرق الجبين فهو لا يحس بضرورة الحاجة إلى المادة وتصريفها في المستقبل.. ومن ثم ضرر آخر وهو أنه يشتري بما يُمنح من مادة الكثير من الحلوى.. وهذا يضره من الناحية الصحية.. إذن فإن تصرف الأبوين بحكمه تجاه الطفل بالمال مما يبني شخصيته وسلوكه ومفهومه وفق الأهداف التي ينشدها المربون للوصول بهذا الطفل إلى شاطئ السلامة من الارتطام بصخرة الفشل.. أو سوء السلوك.. وعلى المربي ألا يغدق المال على الطفل.. كما لا يمنعه مما يقضي به حاجاته الثانوية حتى لا يلجأ إلى مسلك غير شريف.
| 
"زمان الجزيرة"