في مثل هذا اليوم من عام 1978، أتمت القوات الإسرائيلية انسحابها من جنوب لبنان بعد أن قامت بتسليم العديد من مواقعها للقوات المسيحية اليمينية العميلة لها، وفي حفل التسليم تم إنزال العلم الإسرائيلي ورفع مكانه علم المليشيا المسيحية العميلة في بادرة توحي برفض تمركز القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة هناك.
وقد قامت اسرائيل بعدوانها على جنوب لبنان واحتلاله تحت مسمى (عملية الليطاني)، وذلك في أعقاب العملية الفدائية التى قام بها الفدائيون الفلسطينيون على طريق تل أبيب-حيفا، والتي خلَّفت 37 قتيلاً.
وكان الفدائيون الفلسطينيون يتمركزون في جنوب لبنان للقيام بعمليات فدائية ضد العدو الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، وكان الهدف الرئيس لاسرائيل من وراء عدوانها (عملية الليطاني) تدمير قواعد الفدائيين واخراجهم من هناك.
وألمح قائد المليشيا المسيحية العميلة لاسرائيل الرائد سعد حداد إلى أن عدم الثقة في القوات التابعة للأمم المتحدة سببه عدم تمكنها من منع تسلل قوات منظمة التحرير الفلسطينية للقيام بالعمليات الفدائية في فلسطين المحتلة انطلاقا من جنوب لبنان.
وعلى الرغم من ذلك، ستظل قوات الطوارىء التابعة للأمم المتحدة متواجدة في عدد من المناطق التي يقطنها مسيحيون في الجنوب.
هذا وقد جاء الانسحاب عقب اجتماع عُقد قبل ذلك في قاعدة الأمم المتحدة في الناقورة، والذي انتهى بموافقة القوات الإسرائيلية على الانسحاب والسماح لقوات الطوارىء التابعة للأمم المتحدة بالبقاء.
وحضر الاجتماع ممثلو قوات الطوارىء الدولية، وعدد من الجنرالات الإسرائيلييين، وقادة الحركة المسيحية. بيد أن أجزاء من هذه الاتفاقية تم اختراقها.
ورفضت القوات الإسرائيلية السماح للصحفيين بالوصول للخطوط الإسرائيلية لعقد لقاء مع قائد القوات الدولية الجنرال إيمانويل إيرسكاين، وتم اتلاف أفلام الكاميرات أثناء وقوع مشاحنات غاضبة بين 150 من الصحفيين المتجمعين والقوات الإسرائيلية.
وقد نجحت المليشيا المسيحية، البالغ عددها حوالي 2500 مقاتل، في التمركز في مواقع رئيسية أخلتها القوات الاسرائيلية، على طول منطقة الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، من جبل هيرمون إلى البحر المتوسط.
وجدير بالذكر أنه تم تسليح هذه المليشيا وتدريبها على يد القوات الإسرائيلية التي هددت بالعودة لاحتلال الجنوب في حال قيام الفدائيين الفلسطينيين بشن هجوم جديد.
وبالفعل نفذت اسرائيل تهديدها في عام 1982وقامت باجتياح جنوب لبنان واتجهت شمالا الى أن حاصرت بيروت واحتلتها، وأجبرت الفدائيين الفلسطينيين على مغادرة لبنان ضمن اتفاق رعته الولايات المتحدة الامريكية التي كانت تقف الى جانب اسرائيل كعادتها.
|