لا أعتقد بأنه ربيع ثانٍ، بل ربيع ثالث ستربع به المدينة المنورة عندما تهطل فوق أرضها أحلام النساء، ربيع تنهض به الأرض.. تهتز وتربو وتسفر عن كل زوج بهيج، ربيع تسترد فيه النساء جدول أعمالهن.
ربيع ثالث يتحدى الرمال والجفاف، ويعلن إخلاصه الأزلي لقانون الحياة المتجدد المتطور.
ربيع ثالث ستزهو به النساء شقائق الرجال.
القسمة التي عدلت بين الطرفين القسمة الإلهية التي قسمت هذه الحياة بين النصفين؛ ليتكاملوا، ليتعاضدوا، ليعمروا هذا الكون جنباً إلى جنب، كتفاً إلى كتف، حلماً يؤازر حلماً، وأمنية تحلق برغبة المؤمنين والمؤمنات العابدين والعابدات.
شقائق الرجال شققن مروط الصمت والخوف، وعلمن بأن الفضيلة هي نبع من الضوء تغرسه العائلة مع رشفة الحليب الأولى، الفضيلة هي شهب نيزك يضيء الصدور نختاره ونحن بتمام وعينا، يبنى في بيوت أهلنا مع المنام والصحو، مع (شرشف) الصلاة حين يلتف حول رؤوسنا، ومع جوعنا الأول في أول يوم صمنا فيه.
الفضيلة هي انتصارنا على شياطين الظلمة ومردة الغواية.
الفضيلة هي جهادنا يبزغ من الأعماق عندما يكون هناك أب حنون، أخ متفهم، وزوج حبيب. ليست الفضيلة سوطاً ومجموعة من الزعيق والصراخ والأبواق المهينة التي تسلب النساء زهوهن وكرامتهن، وتدحرجهن إلى درك القطيع الذي يساق بالعصي والصفير ورجم الحصى.
ربيع ثالث ستزهو به المدينة المنورة بأحاديث النساء وأحلام النساء وضجيج النساء، يُعِدْنَ به سيرة جداتهن الأوائل شقائق الرجال في تلك المدينة المنيرة، ويتواصلن مع تاريخ جميل.. فلنزهو جميعاً.. بريبع ثالث.. ربيع النساء..
|