* الرياض - ياسر المعارك :
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض تحتفل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بتخرج 225 من الأطباء والصيادلة الحاصلين على شهادة الاختصاص السعودية عند الساعة السابعة مساء اليوم بمدينة الملك فهد الطبية.
(الجزيرة) التقت عددا من الأطباء الخريجين .. في البداية التقينا بالدكتور فيصل بن خالد الرشيد حاصل على شهادة الاختصاص السعودية تخصص أسنان مع مرتبة الشرف حيث قال : نتشرف هذا اليوم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لتخريج الدفعة السابعة من الأطباء الحاصلين على شهادة الاختصاص السعودية في مختلف التخصصات الطبية والمعادلة لشهادة الدكتوراه في الطب . وأدعو زملائي ونفسي بعدم التوقف عند هذه الدرجة العلمية العليا وبذل قصارى جهدهم لتطوير أنفسهم لمواصلة التحصيل والبحث العلمي والمشاركة الفعالة المستقبلية في التدريب مما يعكس الصورة المشرفة للطبيب السعودي المؤهل.
وأنا أشعر في هذا اليوم بالتأكيد بشعور الفرح والسرور وأنا أقطف ثمار ما زرعت ، والحمد لله أن وفقني للحصول على شهادة الاختصاص السعودية في إصلاح الأسنان مع مرتبة الشرف ،وكذلك حظيت بأن أكون من الدفعة الأولى لخريجي برنامج الاختصاص السعودية في علاج الأسنان المتقدم وأهدي هذا النجاح إلى جميع من أشرف وشارك معنا في هذا البرنامج ، وأخص بالذكر الأستاذ الدكتور عبد الله الشمري رئيس المجلس العلمي لطب وجراحة الأسنان والدكتور سعود أورفلي رئيس اللجنة العلمية لبرنامج إصلاح الأسنان المتقدم على كل ما لقيناه من عناية ومتابعة لنا خلال فترة البرنامج .
وحول برنامج إصلاح الأسنان المتقدم فهو برنامج الدراسات العليا الأول على مستوى المملكة الذي يتضمن التخصصات الثلاثة لإصلاح الأسنان معاً وهي علاج عصب وجذور الأسنان ، العلاج التحفظي للأسنان ، والتركيبات الثابتة والتجميلية للأسنان ، كما يعتمد البرنامج على علاج الحالات المعقدة والصعبة للأسنان والعمل في مختلف المراكز التدريبية في المملكة العربية السعودية لاكتساب الخبرة الأكلينيكية بشكل قوي ، وأتمنى من الله في السنوات القادمة أن يستمر التقدم والتطور في مختلف برامج الهيئة السعودية للتخصصات الصحية والذي يصب في ازدهار هذا البلد الكريم ، والله نسأل أن يوفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني إلى مافيه عز الإسلام والمسلمين.
أما الدكتور وليد بن عبد الله آل معينا فأوضح أن مستوى الخدمات الطبية رهن بوضع خطة منهجية تعتمد على خلق كوادر فنية عالية المستوى والاعتماد على نظام يقوم بتقييم جديد لجميع الخبرات المتوفرة وطنية كانت أم أجنبية. وأكد الدكتور وليد ان وضع الخطط والتنظيم المنهجي للوصول إلى ذلك لا يتم إلا بوجود هيئة طبية تشرف على تطوير الأداء المهني ؛ لذلك تم إرساء قواعد الهيئة السعودية للتخصصات الصحية التي أرست القواعد والأسس لقيام بناء طبي صلب ومتين ، ولعل من أهم المهام التي تقوم بها هيئة التخصصات الصحية تتلخص في وضع خطة منهجية تقوم على معايير ثابتة لتقييم جميع الشهادات القادمة من الخارج سواء أكانت تخص أفراداً سعوديين أم أجانب وهذا يساعد في التأكد من مصدر الشهادات وصحتها ووضع كل شخص في المكان المناسب حسب شهاداته وخبرته.
اختيار فئة من المدربين والمشرفين على التدريب ممن تتوفر لديهم الشهادات والخبرات الكافية لاخراج جيل قادر على العطاء الوفير والقدير.
وضع برنامج للتدريب في الاختصاصات المختلفة يلبي حاجة العصر الحديث لإخراج جيل من الاختصاصيين قادر على مواجهة تحديات التقدم الطبي والفني المطرد ، ومراقبة عملية التطور الطبي والحرص على متابعة العناصر الطبية بمختلف فئاتها للمستجدات وقدرتها في مواجهة التحديات ومجاراة التحديث الطبي.
ولابد أن ذلك يلقي الضوء على أهمية هذه الهيئة التي تقوم ليس بعمل إشرافي فحسب بل وعمل تخطيطي فاعل يسهم وبشكل كبير في تنظيم وهيكلة القطاع الطبي ليقوم بتقديم أرفع وأفضل مستوى من الخدمات الطبية.
أما الدكتورة أمل الشنيفي أخصائية أمراض نساء وولادة بمستشفى مجمع الرياض الطبي فقد رفعت شكرها للحكومة الرشيدة التي بذلت كل ما في وسعها للنهوض بالمرأة السعودية لتصل إلى درجات متقدمة من التعليم داخل وطننا الحبيب حفظه الله من كل سوء . فحكومتنا أيدها الله أقامت ودعمت العديد من الصروح التعليمية العالية ومنها هذه الهيئة (الهيئة السعودية التخصصات الطبية) التي تعنى بتدريب وتأهيل الكوادر الطبية وفق احتياجات قطاع الصحة في المملكة.
وأكدت الدكتور أمل أن الهيئة بذلت جهودا تشكر عليها في إعداد برامج التدريب المناسب في شتى التخصصات الطبية دون الحاجة للسفر خارج البلاد والتغرب لسنوات عديدة ونجحت في ذلك . وهذا النجاح بالطبع يعد مفخرة لكل مواطن ، ودليل آخر على ما وصلت إليه المملكة من تطور علمي ، ويعتبر خطوة أخرى من الخطى الثابتة لتحقيق الاكتفاء الذاتي ، وأضافت بأنه أتاحت لي الهيئة فرصة الحصول على شهادة الزمالة السعودية في مجال النساء والولادة بعد خمس سنوات من التدريب والجهد والمثابرة ، اكتسبت خلالها خبرات متقدمة وأساليب جديدة في التشخيص والعلاج والجراحة واستخدام الأجهزة الطبية الحديثة ، وكان ذلك تحت إشراف كفاءات متخصصة منها ما يقوم بالتوجيه (على رأس العمل) وإعداد التقارير اللازمة والتقييم الدوري ، ومنها ماهو متخصص في الندوات والتدريب ، والآخر يقوم بإجراء الامتحانات النظرية والعملية.
أخيراً أود أن أشكر كل من ساهم في تقديم الدعم والمساعدة لي. وأخص بذلك سعادة مدير عام مستشفى النساء والولادة بمجمع الرياض الطبي د. عبد الرحمن الشويرخ وسعادة المدير الطبي الدكتورة عفاف التوجري لما قاموا به من جهود في تهيئة البيئة المناسبة وتذليل العقبات منذ التحاقي بالهيئة. كما أشكر زميلاتي طبيبات النساء والولادة بالمستشفى اللاتي لم يبخلن علي بما لديهن من معلومات ومراجع.
أما الدكتورة مها بنت عبد العزيز التركي فأوضحت أنها شعرت بفخر واعتزاز حين علمت أن الهيئة السعودية للتخصصات الطبية وافقت على إنشاء برنامج البورد السعودي لطب الأسنان وهي الدراسة التي كانت حلما بالنسبة لي.
والجميل في برنامج البورد السعودي انه ليس محصوراً في الرياض فقط ولكن يوجد في عدة مدن في المملكة مما له الأثر في التسهيل وإتاحة الفرصة للجميع ، فالطبيب لم يعد مضطراً لتحمل تكاليف السفر والغربة للدراسة في الخارج والبعد عن الوطن.
ومن مميزات البرنامج إنه يهيئ الطبيب على تقديم خدمة أفضل وعلاجا أشمل وعلى مستوى كبير من الإتقان والدقة. فأصبح لدينا طاقات رائدة في مجالات طب الأسنان ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فقط ولكن على المستوى العالمي.
هذه النهضة العلمية لم تأت من فراغ وإنما من اهتمام ومتابعة ولاة الأمر للرقي بالمستوى الصحي بالدولة.
انتهز الفرصة لتقديم جزيل الشكر والعرفان لكل من ساهم في إنشاء هذا البرنامج. وأخص بالشكر رئيس المجلس العلمي لطب الأسنان البروفسور عبد الله ركيب الشمري ونائبه الدكتور سعود أورفلي.
أما الدكتور سالم بن عبد الله العطاس تخصص إصلاح أسنان فاشار إلى استحداث الهيئة السعودية للتخصصات الصحية برنامج إصلاح الأسنان في بداية عام 2000م ، والذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وهو يعد إنجازا على المستوى العالمي .. مشيراً إلى أن الهيئة بهذا القرار أوجدت فرصا للدراسات التخصصية داخل الوطن وبين الأهل.
وأشار الدكتور سالم العطاس الى أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية قامت بإيجاد برامج أخرى في طب الأسنان مثل جراحة الوجه والفكين وبرنامج تقويم الأسنان ؛ لتغطي احتياجات المملكة من الكوادر الوطنية المدربة لخدمة المواطن والوطن ، مؤكداً أن هذه البرامج وعدد الخريجين كل عام هو دليل واضح على حرص القائمين على الهيئة بدفع عجلة التطور في المجال الصحي.
وحول برنامج إصلاح الأسنان قال الدكتور العطاس : ان مدة البرنامج أربع سنوات يتنقل فيها المتدرب سنوياً بين مراكز علاج طب الأسنان المتقدمة في المملكة والتي تحصل على الاعتراف من لجنة متخصصة في الهيئة السعودية كمراكز تدريب وذلك لتساعد المتدرب في الحصول على اكبر قدر ممكن من الخبرات العلمية والعملية والتعرض لمدارس مختلفة من طرق العلاج .. حيث يخضع المتدرب للإشراف من قبل لجنة متخصصة من داخل المركز التدريبي ثم لجنة محلية خاصة بالمنطقة ثم لجنة مركزة عليا مقرها الرياض. وهذه الطريقة تزيد من مهارة المتدرب وتتيح له التخرج بمستوى عال.
أما الدكتور نجيب حلمي أخصائي أمراض القلب فأوضح أنه قبل ثلاث سنوات غمرته الفرحة لتخرجه وحصول على الزمالة السعودية في طب الباطنة وفي هذا اليوم تضاعفت فرحته بحصوله على الزمالة السعودية في تخصص طب القلب للكبار .. مشيراً إلى أن الزمالة السعودية في التخصصات الطبية تعتبر قرينة لكثير من الزمالات الأجنبية (الكندية ، البريطانية .. وغيرها) إن لم تكن أفضل من بعضها ، حيث ان بعض الزمالات تعتمد فقط على اجتياز فترتين من الاختبارات التحريرية والسريرية بغض النظر عن إتمام السنوات السريرية التدريبية اللازمة.
بينما نجد أنه للحصول على الزمالة السعودية فإنه يجب على المتدرب إتمام سنوات تدريبية ، بالإضافة للتقييم السنوي المستمر عن طريق الاختبارات لاجتياز مراحل تدريبية أعلى ، بالإضافة إلى الاختبار النهائي المكون من تحريري وسريري.
ليس ذلك فحسب بل ان الزمالة السعودية في كفاءة الحاصلين عليها وقوة برامجه قد تم الاعتراف بها في معظم إن لم يكن جميع الجامعات الكندية ، حيث أنها أصبحت مطلبا رئيسيا للمتدرب ودراسة تخصصات دقيقة بتلك الجامعات.
وفي الختام أحب أن أنبه الى الجهود القيمة التي قامت بها الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لإبراز هذه الزمالة وخلق هوية ومكانة علمية قوية لها بين قريناتها من الزمالات المتعددة ، فمن ضمن هذه الجهود على سبيل المثال لا الحصر ، انتقاء المراكز التدريية وتقييمها للاعتراف بها ضمن شروط وركائز تدريبية قوية ، تنظيم الاختبارات والإشراف عليها واختيار نخبة من الأطباء والأساتذة المشاد بهم.
|