* جدة - أحمد سعيد العمري:
تبدأ مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني بجدة الاستعدادات قريباً لإنشاء وحدة زراعة نخاع العظم بمركز الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بن فيصل آل سعود للأورام وبذلك تكتمل الخدمات الطبية المقدَّمة لمرضى السرطان بهذا المركز.
وأوضح الدكتور اياد عطرة استشاري أمراض دم وأورام الأطفال بالمركز أنه أصبح تبديل أو زرع خلايا نخاع العظم علاجاً شائعاً لأمراض متنوِّعة تصيب الأطفال والبالغين، حيث يعتبر العلاج الوحيد لأمراض خبيثة وغير خبيثة كانت حتى وقت قريب مستعصية، وقد زاد عدد المرضى الذين تم علاجهم بهذا النوع من العلاج في العالم، وتنوَّعت أنواعه ومصادره وتحسنت نتائجه بسبب ازدياد الخبرة والمعرفة بهذا العلاج بحيث يمكن الآن الحصول على الخلايا الخاصة ليس من نخاع العظم فحسب، بل من الدم أو حتى من حبل السرة عند الولادة، وقال الدكتور عطرة إن هذه الخلايا لها القابلية على تكوين خلايا جديدة عند إعطائها للمصاب عن طريق الوريد فتستقر في نخاع العظم لتكون بذلك خلايا جديدة.وفي معرض حديثه أوضح الدكتور عطرة أن الأمراض التي يمكن معالجتها بواسطة زرع أو تبديل نخاع العظم متنوِّعة وكثيرة وتشمل أمراض الدم وأمراضاً وراثية أخرى وزرع نخاع العظم يعتبر العلاج الشافي الوحيد لمرض ضمور أو عدم فعالية النخاع الشديد ونسبة النجاح تصل إلى 80% أما مرض فقر دم البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا) الأكثر انتشاراً في المنطقة والذي يمكن الشفاء منه بنسبة 90% بواسطة تبديل نخاع العظم للمصاب وذلك بأخذ خلايا من أحد إخوان أو أخوات المصاب، وكذلك الحال في بعض حالات فقر الدم المنجلي وأمراض وراثية وغير وراثية أخرى، وغالباً ما تكون قاتلة إذا لم تعالج.وما يهم البالغين والأطفال على السواء يعتبر تبديل نخاع العظم العلاج الفعَّال والشافي لأمراض سرطانية تصيب دم البالغين والأطفال مثل مرض سرطان الدم المزمن خاصة عند الكبار والأخير يعتبر أكثر أنوع سرطان الأطفال شيوعاً.وبالسؤال عن التبرع بنخاع العظم قال الدكتور عطرة في بلدان العالم الأخرى هناك مراكز متقدِّمة تضم أشخاصاً مستعدين للتبرع بخلايا نخاع العظم أو الدم للمرضى المحتاجين مجاناً كما هي الحال في التبرع بالدم. وأكد الدكتور عطرة أن التبرع بنخاع العظم يتم بعد إجراء فحوص وتحاليل خاصة على المتبرع والمريض للتأكد من مطابقة الأنسجة للجسمين وسلامتهما من الأمراض واستعدادهما، ويشمل أيضاً تحضير المريض ويعطى العلاج الكيماوي وأحياناً العلاج بالأشعة للتغلب على مناعة جسم المريض لكي لا ترفض الخلايا المزرعة والتخلص من الخلايا المصابة، ثم تعطى الخلايا العظمية عن طريق الوريد لتستقر في نخاع عظم المصاب حتى تتمكن من تكوين خلايا جديدة، ويبقى بعدها المريض في المستشفى تحت عناية مركزة لتقليل خطر الإصابة بالالتهابات بسبب قلة مناعة جسمه.
وعن إمكانية حصول خلايا نخاع العظم من دم السرة (المشيمة) قال الدكتور عطرة إنه توجد في نخاع العظم خلايا خاصة تسمى الخلايا الأم والتي لها القابلية للتكاثر وتكوين خلايا جديدة لتعويض الخلايا التالفة.
|