** يوم أمس.. انطلق (الحوار) في المدينة المنورة.. مستقطباً نخبة من ألمع رجال الفقه والشريعة والفكر والثقافة.. نساءً ورجالاً.. تاركاً المجال لهؤلاء النخبة.. أن يدلوا بدلوهم.. وأن يعطوا في مجال وقضايا الحوار الوطني.. وأن يتحاوروا ويتناقشوا في قضايا شملتها موضوعات أو جدول أعمال النقاش.
** هذا اللقاء.. هو الثالث.. بعد لقاءين.. الأول في العاصمة.. والثاني.. في مكة المكرمة.. وها هو اليوم في عاصمة الإسلام الأولى.. المدينة المنورة.
** الحوار الأول في الرياض.. كان مجرد تجربة.. وكان حواراً سمَّاه البعض.. حوار التجربة.. أو تجربة الحوار.. وكان مغلقاً.. وكان مقصوراً على مجموعة من أهل الفكر والعلم والثقافة.. وكان العدد بسيطاً.. وكان موضوع النقاش.. مفتوحاً.. وكان إلى التجربة أقرب.. ولكنه مع ذلك.. كان بداية جيدة.. وتجربة فريدة.. وتركوا إيجابيات شتى..
** ثم انتقل الحوار بعد أشهر ستة.. أي نصف سنة تقريباً.. انتقل إلى مكة المكرمة.. وكان الإعداد أفضل بكثير.. فضمَّ حشداً ضخماً من العلماء والفقهاء والمفكرين.. وضمَّ الإعلاميين.. رجالاً ونساءً.. وكان حواراً عميقاً.. تناول أبحاثاً ودراسات.. وتم مناقشة.. العديد من الآراء والطروحات.. وكانت أيامه الثلاثة أو الأربعة بحق.. أيام حوار فكري ثقافي وطني راقٍ.. أسهم في إثرائه.. النخبة من أبناء هذا الوطن..
** خرج الحوار بتوصيات.. وخرج بجملة من الأبحاث والدراسات.. وخرج بتجربة رائعة فريدة.. وخرج بتأسيس طيب للحوار.. وترك للآخرين.. فرصة تقييم ما حدث.. وتحدث عنه الإعلام لأشهر.. وناقشه كلُّ معني.
** وها هو اليوم.. ينطلق في المدينة المنورة.. وهو أقوى وأصلب عوداً.. وأثرى تجربة.. فجدوله.. مملوء.. والمفكرون والعلماء والمثقفون جاهزون بأبحاثهم ودراساتهم وتعليقاتهم وبرصدهم المعرفي..
** الكل اليوم.. يتجه إلى المدينة المنورة.. والكل.. يراقب.. ويتابع ما يجري هناك.
** المسألة.. ليست شيئاً بسيطاً..
** المسألة.. حوار وطني.
** لقد تم في السنوات الأخيرة.. إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.. ذلك المركز الوليد.. احتضن كل هذه الأعمال الوطنية الجليلة.. واستقطب هذه الرموز والفعاليات الفكرية.. ومنحها.. المناخ المناسب للعطاء والإبداع..
** لقد نجح المركز نجاحاً كبيراً.. وكانت الاستعدادات في مستوى الحدث.. ولا نملك.. إلاَّ أن نشيد بالأمانة العامة للمركز.. ودورها الطيب الكبير في الاستعداد.. فقد كانت رغم حداثة سن المركز.. متفوقة مبدعة.. لا يمكن لأيِّ منصف.. إلاَّ أن يشكرها على جهودها.. وهو ثناء سمعته من العلماء والمفكرين والمثقفين ورجال الإعلام أيضاً.
** غير أنني سمعت عتباً من بعض الصحفيين والإعلاميين.. من أن المركز.. قصَّر في مد الجسور معهم.. فأرسل لهم الدعوات ثم تنصَّل منها وقال.. هي مجرد.. دعوة.. إن شئتم فاحضروا بمعرفتكم.. وعلى حسابكم.. أو لا تحضروا..
** ويبدو لي.. أن المركز.. لازال يعاني من مشكلة التواصل مع وسائل الإعلام.. ولازالت الجسور بينه وبين الصحافة والصحفيين.. ضعيفة.. وباهتة.
** أتمنى.. لو أن المركز يُمتِّن هذه الجسور ويقوِّيها.
|