وقبل أن تبدأ خطة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، فُتح مزاد الابتزاز الصهيوني بحجة تمويل عملية الإنسحاب.
ومثل كل العمليات السابقة التي (حلبت) عن طريقها إسرائيل من جميع الجهات لتمويل مخططاتها، تبدأ تسريبات من الجهات المؤيدة لإسرائيل ومن الشخصيات الصهيونية في أوروبا وأمريكا، وتتركز تلك التسريبات على تهويل التضحيات التي قدمتها إسرائيل والصعوبات التي ستواجهها لتنفيذ ما تريد فعله من أجل السلام، ولذلك يجب مساعدتها على تحقيق ذلك لخدمة السلام..!!
وهذا بالضبط ما تحاول الدوائر الصهيونية تنفيذه لابتزاز العالم لتمويل خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. وتتحدث الدوائر المرتبطة بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون، بأن أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان قد هنأ شارون على إقرار خطة الانسحاب الذي يفترض أن يتم في نهاية عام 2005م، وإن عنان سيبذل جهوده لدفع المجتمع الدولي لتقديم المساعدة وتقديم الأموال من خلال إنشاء صندوق ائتمان خاص تحت رعاية البنك الدولي لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين معاً في إطار خطة الانسحاب. شارون لم يكتف بوعود عنان، بل سارع إلى مهاتفة رئيس وزراء هولندا التي ستتولى بلاده الشهر القادم رئاسة الاتحاد الأوروبي وحصل على وعد منه على مساندة بلاده والاتحاد الأوروبي لخطة الانسحاب وتمويلها.
صحيفة هآرتس كشفت عما هو مطلوب من أموال إذ نشرت يوم 8-6- 2004م: أن كل عائلة من المستوطنين اليهود المقيمين في مستوطنات قطاع غزة، الإحدى والعشرين، التي سيتم إخلاؤها اعتباراً من السنة المقبلة، ستتلقى (300 ألف دولار وسطيا) وأن لجنة رسمية إسرائيلية مكلفة بتقييم كلفة الانسحاب قد بدأت عملها لوضع معايير تضبط عمليات التعويض، منها عدد الأطفال وحجم المنزل ومدة إقامة العائلات في المستوطنات. وجاء في نبأ صحيفة هآرتس العبرية الذي وصلنا في مكتب الجزيرة في غزة: أن الكلفة الإجمالية للانسحاب من قطاع غزة، قد تصل إلى (1.4 مليار دولار)، منها مليار دولار كتعويضات للمستوطنين، و(400 مليون دولار) للنفقات العسكرية بما يشمل إعادة انتشار القوات الإسرائيلية ونقل المنشآت العسكرية من قطاع غزة إلى أماكن أخرى.
وستخلي خطة شارون مستوطنات غزة الإحدى والعشرين وأربع مستوطنات في الضفة الغربية من بين 120 مستوطنة، لكن شارون وافق في إطار تنازل لليمينيين المتشددين على ألا يبدأ تطبيقها قبل مارس آذار عام 2005م، وأن يتم التطبيق على أربع مراحل يحتاج كل منها إلى تصويت جديد في مجلس الوزراء.
والمراحل الأربع في خطة شارون، للانفصال عن الفلسطينيين هي:
المرحلة الأولى: انسحاب الجيش الإسرائيلي من ثلاث مستوطنات في القطاع هي، نيتساريم وكفار دوروم وموراج، وهي مستوطنات معزولة، حيث الانسحاب منها يساهم في تخفيض الاحتكاك مع الفلسطينيين ويوفر حماية أكبر للمستوطنات الأخرى،وهذه المرحلة تحظى بدعم الجيش ورضا المؤسسة الامنية لما توفره من استخدام للقوة البشرية وتقليل المخاطر التي قد يتعرض لها جنود الجيش في قطاع غزة.
المرحلة الثانية: انسحاب إسرائيل من مستوطنات شمال الضفة الغربية، والعمل على تفكيك أربع منها هي (جانيم - وكديم - وحش وشانور) وهذا الانسحاب سيؤدي إلى تواصل فلسطيني في كل الشمال الفلسطيني في الضفة الغربية.
المرحلة الثالثة: انسحاب إسرائيل من مجمع مستوطنات غوش قطيف بقطاع غزة.
المرحلة الرابعة: انسحاب اسرائيل من المستوطنات الثلاث الأخيرة في شمال قطاع غزة وهي (نيتسين وايلاي سيناي ودوغيت).
أما المرحلة الأولى من خطة فك الارتباط إذا ما تم تمريرها في الحكومة فسينتهى من تنفيذها بداية العام القادم.. ويتوقع البعض أن يتم تمرير المرحلة الأولى من هذه الخطة، في حين سيجري تمرير المراحل الثلاث مع إقامة حكومة وحدة وطنية يشترك فيها حزب العمل.
| 
"دوليات"