سأفترض هنا أن اهتمامك بمستقبل ابنك قد بدأ قبل تخرجه من الثانوية العامة، وإذا لم يكن الأمر كذلك فسيكون صيفك ساخناً هذا العام، وسأفترض أيضا أنك الآن ملماً بكل التفاصيل المتعلقة بقدرات ابنك واهتماماته وميوله، وإذا لم تكن كذلك فسيطول ليلك، وأنت تبحث معه عن مكان مناسب له. للأسف لا توجد مكاشفة بين الآباء والأبناء تمكن الآباء من معرفة إمكانات أبنائهم العلمية واهتماماتهم وميولهم وطموحاتهم المستقبلية. بل ان هذا الموضوع لا تتم مناقشته داخل الأسرة إلا خلال الفترة القصيرة الحرجة بين خروج نتائج الثانوية العامة وقفل القبول في مؤسسات التعليم العالي.
عموماً، يجب ألا تجبر ابنك على اختيار كلية أو تخصص بعينه، عليك فقط أن تقدم له كل المعلومات التي تساعده في اتخاذ قراره المستقبلي (هذه المعلومات متوفرة في كتاب لدى وزارة التربية)، وإذا استشارك ابنك فقدم له رأيك الشخصي مع ترك الخيار النهائي له. ان اختيار ابنك للتخصص أو الكلية يجب ان يكون مبنياً على: قناعته ورغبته أولاً (وليس مجاراة الآخرين)، قدراته التحصيلية العملية. ثانياً: (أي درجاته في مقررات الثانوية المناظرة للكلية المطلوبة)، فرص العمل المتاحة أمامه بعد التخرج. ثالثاً: وإذا كانت كل المؤشرات تدل على ان ابنك قد اختار الكلية المناسبة فحذارِ أن تفترض ان أوضاعه سوف تسير في الكلية على ما يرام. يأتي إلى الكليات طلاب مميزون في كل شيء، ولكن تتدخل لاحقاً في حياتهم مستجدات تقلب كل شيء.
|